بغرض تسليط الضوء على مساهمة الهندسة في تسريع وتنفيذ أوراش كأس العالم 2030، وإطلاع الطلبة المهندسين على معطيات تفصيلية بشأن الاستراتيجيات المختلفة المعتمدة في هذه المشاريع؛ نظّمت المدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط، التابعة لجامعة محمد الخامس، الثلاثاء، يوما إعلاميا دراسيا، تحت شعار “2030.. كأس العالم والهندسة يدًا بيدٍ”.
وتحت أنظار العديد من الخبراء والمسؤولين الرياضيين والأكاديميين، أبرز الطلبة المهندسون بمقر المدرسة ذائعة الصيت في التكوين الهندسي بالمغرب، خلال هذه التظاهرة التي أشرف عليها أساسا نادي الهندسة المدنية بالمؤسسة، مواكبتهم الاستعدادات الجارية لاحتضان المغرب العرس الكروي المذكور، لا سيّما من خلال مشروع مبتكر لملعب قابل للتحول إلى سوق تجاري بما يضمن “تحقيق أقصى استفادة منه بعد نهاية الاستحقاقات الخاصة بالحدث”.
منفذو الأوراش
حسن محمودي، مدير المدرسة المحمدية للمهندسين EMI، أفاد بأن “تنظيم كأس العالم يمثل فرصة ذهبية لتسريع وتيرة التنمية بالمغرب؛ وهو يتماشى مع رؤية جلالة الملك محمد السادس، الذي جعل تطوير المغرب أولوية وطنية منذ توليه العرش”، لافتا إلى أن “المغرب يمتلك العديد من الأوراق الرابحة التي بإمكانه الاعتماد عليها لإنجاح التنظيم المشترك لهذا الحدث”.
وأضاف محمودي، خلال كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية، أن “احتضان هذه التظاهرة يتجاوز الإطار الرياضي؛ لأنها ستشكل فرصة استراتيجية لتحديث البنية التحتية للمغرب، وتعزيز ريادته في مجال الهندسة”، مؤكدا أن “التميز الرياضي في المملكة يسير جنبا إلى جنب مع تطوير الابتكار والإبداع”.
خاطب مدير المدرسة المحمدية للمهندسين الطلبة قائلا: “تتحملون مسؤولية مهمة في تصميم وتنفيذ الحلول المتصلة بهذا الحدث”، مؤكدا أن هذا اليوم الدراسي سوف يقدم لهم “فرصة فريدة للتفاعل مع خبراء رائدين في ميادينهم، وإثراء معارفهم”، فضلا عن “دراسة الإسهامات الأساسية للهندسة في أوراش هذا الحدث، سواء تعلق الأمر بتصميم الملاعب، أو تحسين البنية التحتية الرياضية والإيوائية، أو رقمنة الخدمات، إلخ”.
الطالب يستفيد
عصام جلالبي، رئيس نادي الهندسة المدنية بالمدرسة المحمدية للمهندسين، أوضح أن “استضافة هذا المغرب كأس العالم 2030 تجسد محطة مفصلية في مسار التنمية الوطنية، تتطلب انخراط كافة الفاعلين في مقدمتهم المهندسين”، مبرزا أنه “بفضل دورهم في تطوير البنية التحتية وتوظيف التقنيات الهندسية والابتكارات، سيكون لهذا الحدث تأثير عميق على جاهزية المغرب”.
وذكر جلالبي، في كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية للتظاهرة، أن “كأس العالم سيمثل فرصة استثنائية لدفع عجلة التنمية بالمغرب، وتقوية مكانته دوليا، خصوصا من خلال تحفيز الابتكار وتحقيق نقلة نوعية”، مؤكدا “وعي مهندسي الغد بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم في هذا الجانب”، و”دورهم في إنجاح الرؤية الوطنية التي تجعل المغرب نموذجا في التدبير الرياضي وطنيا وقاريا”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول “الأثر المرتقب لهذا اليوم على مدركات الطلبة المهندسين في المجالات التي تسير فيها أوراش المونديال”، قال جلالبي للجريدة إن “كل ما سيقدمه المتدخلون الحاضرون الذين هم جميعا مهندسون، سيفيد طلبة المدرسة المحمدية خصوصا من ناحية الاستراتيجيات التي يشتغلون بها في مشاريع كأس العالم”.
مسؤولية مشتركة”
معاذ حجي، المنسق العام للجنة المغربية لكأس العالم 2030 ، أكد أن هذه التظاهرة ستكون “بمثابة حاضنة للاستراتيجيات القطاعية التي كانت تم الشروع فيها حتى قبل “المونديال”؛ لكن هذه البطولة عجلت بتنفيذها”، مشيرا إلى أنها “جعلت مواعيد تنزيل هذه الاستراتيجيات أقرب؛ فأصبحت أهدافا قصيرة ومتوسطة المدى”.
وأورد حجي، في كلمته ضمن الجلسة الافتتاحية، أن “هذه البطولة ليست مجرد حدث للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؛ بل إنها تتجاوز بكثير الإطار الكروي”، بتعبيره، مبرزا أن “ذلك يفرض عليكم (الطلبة المهندسين) كقادة للمستقبل، وعلى كل مواطن مغربي، وخاصة الشباب، أن يجعل منها فرصة لبناء مستقبل أفضل للمغرب”.
كما شددّ المتحدّث نفسه على أن ثمة “اشتغالا على ضمان بلوغ 2030، في أفضل الظروف التحضيرية؛ غير أن ذلك لا يقتصر على الجامعة، كما سلف الذكر”، مضيفا في هذا الجانب: “ننكب على تدريب شبابنا لضمان أن تكون هذه الموارد البشرية مؤهلة بحلول هذا الموعد لكي يكون النموذج التنظيمي المغربي مثاليا، على أن ذلك بطبيعة الحال بتنسيق مع إسبانيا والبرتغال”.
ابتكار طلابي
وخلال الجلسة الافتتاحية، قدم طلبة نادي الهندسة المدنية مشروعا مبتكرا اشتغلوا عليه يهدف إلى “تحقيق الاستفادة من الملاعب المنشأة في إطار الاستعداد لكأس العالم 2030؛ لتجاوز تشغيلها بشكل مناسباتي ونادرا بعد انتهاء منافسات هذه البطولة، خصوصا أنه تصرف فيها استثمارات مهمة”.
وتتمحور فكرة هذا المشروع الذي اشتغل عليه الطلبة “لثلاثة أشهر”، كما أفادوا جريدة هسبريس الإلكترونية، على “بناء ملعب على نحو يسمح بتحويل المنطقة الواسعة المعشوشبة به إلى ‘مول’ سوق تجاري، مع مرافق متنوعة”، مؤكدين أن كافة مراحل إنجاز هذا المشروع، بدءا من التصميم وصولا إلى التنفيذ، جاءت ثمرة لجهد طلابي مشترك بين طلبة شعبة الهندسة المدنية.
" frameborder="0">
0 تعليق