على ضوء التقارير المتزايدة حول الاستعدادات العسكرية المصرية المتسارعة بالقرب من الحدود مع إسرائيل، أطلق رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي المنتهية ولايته تحذيرًا استثنائيًا يعكس مستوى القلق المتنامي داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، حسبما نقلت القناة الـ14 الإسرائيلية.
وأكد رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن إسرائيل في هذه المرحلة لا تعتبر الجيش المصري تهديدًا مباشرًا، لكنها ترى أن هذا الوضع قد ينقلب رأسًا على عقب في أي لحظة وفقًا للتطورات السياسية والميدانية.
وتحدث هاليفي هذا الأسبوع خلال كلمة ألقاها أمام خريجي دورة ضباط جيش الاحتلال في حفل رسمي أقيم في قاعة الرياضة بمدينة حولون.
مخاوف كبرى داخل إسرائيل من الجيش المصري
وفي كلمته، كشف هاليفي عن مخاوف متزايدة داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حيال ما وصفه بالتهديد الأمني المحتمل من قِبل مصر.
وأوضح أن إسرائيل حاليًا لا تعتبر الجيش المصري عدوًا، لكنها تراقب بقلق أي متغير قد يغير هذه المعادلة بين عشية وضحاها.
وشدد هاليفي على أن هذا القلق الأمني لا يحتل صدارة الأولويات لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية في الوقت الحالي، إلا أن حجم ونوعية القدرات العسكرية المصرية يفرض على إسرائيل اليقظة التامة.
وأوضح أن الجيش المصري يمتلك قوة عسكرية ضخمة تشمل أسلحة متطورة، وسلاح جو حديث يضم طائرات متقدمة، بالإضافة إلى أسطول من الغواصات الحديثة وصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب ترسانة ضخمة من الدبابات وقوات المشاة المدربة.
وأشار هاليفي إلى أن أحد أبرز عوامل القلق ينبع من التغيرات السياسية الداخلية في مصر وتأثيرها المحتمل على العقيدة العسكرية المصرية، معتبرًا أن امتلاك مصر لقوة عسكرية بهذا الحجم تحت قيادة سياسية معادية لإسرائيل، يمكن أن يحول الجيش المصري إلى تهديد مباشر في أي لحظة.
وبحسب القناة الإسرائيلية، فإن التحذيرات التي أطلقها هاليفي تتناسب مع تصريحات سابقة صدرت عن السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، الذي أعرب قبل أسابيع عن قلقه البالغ من التحديث العسكري المتسارع الذي يشهده الجيش المصري.
وتساءل دانون بشكل علني عن دوافع هذا التسلح قائلًا إن مصر لا تواجه تهديدات مباشرة على حدودها، فما الحاجة إلى هذه الترسانة الهائلة من الغواصات والدبابات؟
وأشارت القناة العبرية إلى أن هذا القلق الإسرائيلي يعكس إدراكًا متزايدًا في الأوساط الأمنية والسياسية في تل أبيب بأن ميزان القوى الإقليمي قابل للتغير بسرعة في ظل التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، وأن أي تدهور في العلاقة مع مصر قد يعيد إلى الواجهة سيناريوهات المواجهة التي غابت عن الحدود المصرية-الإسرائيلية لعقود.
وأضافت أنه في ظل هذه الأجواء، تواصل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية متابعة الوضع عن كثب، واضعة في الاعتبار أن أي خلل في التفاهمات الأمنية مع الجانب المصري قد يفرض على إسرائيل إعادة صياغة استراتيجيتها الدفاعية على حدودها الجنوبية، حيث تشكل سيناء وحوض البحر الأحمر ساحة حساسة لأي تطور عسكري محتمل.
0 تعليق