تُعتبر العمرة من أعظم القربات التي يمكن إهداؤها للمتوفى، إذ تُضفي عليه الرحمة وتزيد من حسناته، خاصة إذا أُديت بنية صادقة واتباع تام للسنة النبوية. 

وطبقا لـ تحيا مصر ، قد أجازت الشريعة الإسلامية أداء العمرة نيابة عن شخص متوفى، ولكن بشروط وضوابط محددة ينبغي الالتزام بها لضمان قبولها وثوابها.

شروط أداء العمرة عن المتوفى

لضمان صحة العمرة عن شخص متوفى، هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص الذي ينوب عنه:

1. أداء العمرة مسبقًا: لا يجوز أن يؤدي الشخص العمرة عن غيره ما لم يكن قد اعتمر عن نفسه أولًا.
2. الإحرام الصحيح: يجب أن يُحرم المعتمر من الميقات المحدد له في بلده أو من أدنى الحل إذا كان داخل مكة.
3. سلامة النية: ينوي المعتمر أداء العمرة عن الشخص المتوفى بعبارة "لبيك اللهم عمرة عن فلان"، مع العلم أن النية القلبية كافية.
4. الالتزام بأركان العمرة: يجب أداء الطواف، والسعي بين الصفا والمروة، والحلق أو التقصير وفقًا لما تقتضيه الأحكام الشرعية.
5. أن يكون مسلمًا عاقلًا بالغًا: فلا تجوز العمرة عن المتوفى من شخص غير مسلم أو غير مكلف شرعًا.
6. القدرة الجسدية والمالية: يجب أن يكون المعتمر قادرًا على تحمل مشقة السفر وأداء المناسك دون مشقة كبيرة.
7. توفر المحرم للمرأة: المرأة التي ترغب في أداء العمرة عن متوفى ينبغي أن تكون برفقة محرم، إلا إذا أُجيز لها السفر وفق الفتاوى الفقهية المعاصرة.

خطوات أداء العمرة عن المتوفى

لإتمام العمرة نيابة عن الميت، يجب اتباع الخطوات التالية بدقة:

1. الإحرام: ينوي المعتمر العمرة عن المتوفى ويرتدي ملابس الإحرام من الميقات المحدد.
2. دخول مكة والطواف: يتوجه إلى المسجد الحرام ليبدأ الطواف حول الكعبة سبعة أشواط.
3. الصلاة عند مقام إبراهيم: يُفضل أداء ركعتين خلف مقام إبراهيم إن أمكن.
4. السعي بين الصفا والمروة: يقوم بالسعي سبعة أشواط، مبتدئًا من الصفا ومنتهيًا بالمروة.
5. الحلق أو التقصير: يُنهى المناسك بحلق الشعر أو تقصيره وفق الأحكام الشرعية.

حكم العمرة عن الميت في الإسلام

أكد علماء الفقه أن أداء العمرة عن المتوفى أمر جائز شرعًا، وهو عمل يُكتب في ميزان حسناته إذا أُديت بالشروط الصحيحة. فقد وردت نصوص شرعية تدل على جواز الحج والعمرة عن الميت، حيث سُئل النبي ﷺ عن ذلك، فأجاز الفعل لمن أدّى الفريضة عن نفسه أولًا.

أهمية العمرة عن الميت

يُعتبر إهداء ثواب العمرة للمتوفى من أفضل صور البر بالراحلين، إذ يمنحه الأجر والثواب ويكون سببًا في رفع درجاته في الدار الآخرة. 

كما أنه تعبير عن الوفاء والمحبة لمن فارقوا الحياة، وهو ما يحث عليه الإسلام كجزء من استمرار العلاقة بين الأحياء وأحبابهم الذين رحلوا.

بذلك، فإن أداء العمرة عن الميت ليس مجرد طقس ديني، بل هو عبادة تحمل في طياتها الرحمة والوفاء، وتُعزز القيم الروحية العميقة التي يدعو إليها الإسلام.