استراتيجية بحرية جديدة للصين .. غواصة هجومية تقلب موازين القوى في آسيا‎

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تواصل الصين تعزيز وجودها العسكري في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة في الفلبين، حيث يتصاعد التوتر في بحر الصين الجنوبي. وفي ظل هذه التوترات كشفت تقارير حديثة أن الصين تطور غواصة هجومية جديدة في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي، يُعتقد أنها مصممة خصيصًا لمواجهة منظومة صواريخ “تايفون” الأمريكية المنتشرة في الفلبين، وهو ما يضع المنطقة على مسار تصعيد خطير في سباق التسلح البحري.

براندون ج. ويشيرت، المحلل البارز في شؤون الأمن القومي بمجلة “ناشونال إنتريست” الأمريكية، يرى أن الصين لم تعد قوة صاعدة فحسب، بل باتت قوة عسكرية متطورة تسعى إلى فرض سيطرتها على المسرح العالمي. وأوضح أن الجيش الصيني، المدعوم بأكبر قوة صناعية في العالم، يعمل على بناء غواصات بمواصفات عالمية لمواجهة الانتشار العسكري الأمريكي في المحيطين الهندي والهادئ، خاصة في ظل التوترات المتزايدة بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي.

في هذا السياق، أثارت الغواصة الصينية الجديدة تكهنات واسعة، حيث يعتقد أنها جزء من عائلة الغواصات “041 – فئة تشو”، التي تتميز بتقنيات متطورة تشمل نظام دفع هجينا يجمع بين الطاقة التقليدية والنووية، مما يمنحها قدرة عالية على التحمل أثناء العمليات القتالية. كما تم تجهيزها بنظام إطلاق عمودي يسمح لها بإطلاق صواريخ “كروز” وصواريخ باليستية مضادة للسفن، وهو ما يعزز قدراتها الهجومية.

هذه الخطوة تأتي في إطار رد الصين على نشر الولايات المتحدة منظومة صواريخ “تايفون” في الفلبين، كانت قد أُرسلت في البداية للمشاركة في المناورات العسكرية المشتركة “سالاكنيب 2024″، إلا أن القوات الأمريكية قررت الإبقاء عليها بشكل دائم، في خطوة اعتبرتها بكين استفزازًا مباشرًا.

وأشار ويشيرت إلى أن نشر هذه المنظومة يعكس استراتيجية واشنطن في سد الفجوة بين الصواريخ قصيرة المدى والأسلحة فرط الصوتية التي تطورها القوى الكبرى، حيث تعتمد منظومة “تايفون” على نظام الإطلاق العمودي البحري “إم كيه 41″، مما يمنحها القدرة على إطلاق صواريخ “توماهوك” بعيدة المدى وصواريخ “إس إم-6″، التي تستطيع ضرب السفن الحربية الصينية.

وفي ظل هذه التطورات، يرى الخبير الأمريكي أن الصين تسعى إلى فرض سيطرتها الكاملة على بحر الصين الجنوبي، الذي أصبح نقطة اشتعال رئيسية بين بكين ومانيلا، حليفة الولايات المتحدة.

ووفقًا لتحليله، فإن الصين حققت مكاسب استراتيجية هائلة في المنطقة منذ بدأت ببناء الجزر الاصطناعية عام 2009، مما يجعل من الصعب على أي قوة أخرى كبح نفوذها هناك. وأبرز أن نشر الغواصات الجديدة، المزودة بصواريخ تفوق سرعة الصوت، قد يمنح الصين تفوقًا بحريًا مؤقتًا، وهو ما قد يمكنها من السيطرة على بحر الصين الجنوبي فترة كافية لشن أي عملية عسكرية ضد تايوان أو لتشديد قبضتها على الممرات البحرية الاستراتيجية.

وأكد أن الولايات المتحدة، رغم نشرها منظومة تايفون، لا تزال متأخرة عدة خطوات عن الصين في سباق التسلح بالمنطقة، خاصة أن بكين تواصل تطوير أسلحتها فرط الصوتية بوتيرة متسارعة، مشيرا إلى أن الغواصة الجديدة تعكس توجه الصين نحو استراتيجية هجومية أكثر جرأة، حيث تسعى إلى كسر الهيمنة العسكرية الأمريكية في المنطقة، وتأمين مصالحها الاستراتيجية دون أن تخشى الردع التقليدي الذي تمارسه واشنطن.

في ظل هذا التصعيد، حذر ويشيرت من أن بحر الصين الجنوبي يقترب من أن يصبح “بحيرة صينية”، حيث تفرض بكين سيطرتها تدريجيًا عبر نشر مزيد من القطع البحرية المتطورة، مما يضعف موقف الولايات المتحدة وحلفائها. ومع استمرار هذا السباق العسكري تبقى المنطقة على حافة مواجهة غير مسبوقة قد تكون لها تداعيات كبرى على الأمن والاستقرار العالميين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق