جمعيات بيئية تحذر من مخلفات الإفطار الرمضاني في الشواطئ المغربية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذّرت جمعيات بيئية مغربية من مخلفات الإفطار الجماعي في الشواطئ المغربية خلال شهر رمضان، مسجلة أن “المظاهر التلوثية التي ترافق هذا الإفطار تحمل ضررا كبيرا للفضاء البحري، خصوصا رمي الأزبال البلاستيكية التي تتحلل بعد مدة كبيرة وتخلف كوارث بيئية سواء بالنسبة للمحطة الشاطئية أو للفضاء البحري بشكل عام”.

ويختار الكثير من المغاربة تنظيم أجواء خاصة للإفطار في شهر الصيام من خلال انتقاء الرمال الشاطئية كمكان لتناول وجبة الفطور مع تفضيل “الابتعاد عن ضوضاء المدينة وغيرها”؛ ولكن هذا “الخيار السنوي” يجعل “بعض المغاربة يتركون مخلفات الطعام والنفايات البلاستيكية في مكانها دون جمعها والتخلص منها وفق الشروط الاعتيادية، مما يؤثر على الوسط البيئي للشواطئ”.

“نقاش سنوي”

مصطفى العيسات، رئيس جمعية البساط البيئي الأخضر، قال إن “الشهر الفضيل يمر في أجواء روحانية تتطلب من الصائمين الصوم بالتبعية عن أي عمل لا يرقى بالذات الإنسانية إلى المراتب التي توفرها هذه الشعيرة”، مسجلا أن “بعض السلوكات الخاطئة التي ترافقُ هذا الشهر، خصوصا أمام الإفطار في الفضاء البحري وترك الأزبال على حالها، تشوش على قدسية الصوم وكذا على النظم البيئية”.

وأورد العيسات، ضمن تصريحه لهسبريس، أن “ثمة ضرورة اليوم مع انطلاق شهر رمضان للتحذير من هذه الممارسات التي لا أساس لها ولا شيء يرجى من ورائها”، مضيفا أن “المخلفات يجب أن يتذكر أصحابها شيئا ضروريا كذلك؛ وهو وجود عاملين يسهرون بشكل يومي ودوري على نظافة الشواطئ. ولذلك، على المفطرين في البحر أن يقدموا أفضل الصور عن أنفسهم، لا سيما أن حالات التلويث معزولة ولا تعني كل من يذهب إلى البحر”.

كما حذر الفاعل البيئي أيضا “من سلبيات النفايات التي يتركها بعض المصطافين، خصوصا النفايات البلاستيكية التي لا تتحلل وتؤثر على جودة الرمال والشواطئ والتنوع البيولوجي، فالأسماك تتضرر بالضرورة من هذه المخلفات”.

وزاد: “حتى من الجانب الديني الأمر واضح، لا سيما أن هناك حديثا شريفا يقر بأن ‘النظافة من الإيمان’. ولهذا، لا يستقيم رمي الأذى في أي مكان خصوصا في البحر”.

“مخلفات سامة”

أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسيجين للبيئة والصحة، قال إن “المخلفات التي تُترك في الفضاء الشاطئي تحتاج بالفعل إلى تحذير استباقي”، معتبرا أنها “تترك صورة سلبية تخدش جوهر الإيمان وجوهر رمضان”.

وأورد كرير، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “لا بد من إعادة النظر في سلوكاتنا، لأنه عاينا مرارا في السنوات الفائتة رغم التنبيهات أن الشاطئ يصبح بعد الإفطار مرتعا لرمي الأزبال”.

ولفت رئيس جمعية أوكسيجين للبيئة والصحة إلى أن “النفايات العضوية كالطعام أو البلاستيكية أو الأوراق تحمل خطرا واضحا للنظم البيئية”، مشيرا إلى “وجود تحركات دورية للسلطات تظل غير كافية”.

وزاد الفاعل البيئي: “مواسم رمضان تتطلب استعدادا قبليا، لأن الناس تختار الترويح عن النفس وتزور هذه المناطق. لا يمكن منعها من الشواطئ؛ ولكن يجب تحسيسها وتوعيتها”.

وطالب المتحدث عينه بـ”توفير حاويات أكبر للأزبال والرفع من جرعات التحسيس والتوعية بإشراك وتنسيق مع المجتمع المدني”، مشددا على أن “التوعية ضرورية لحث المستهلكين كذلك أساسي لاستبدال بعض المواد بأخرى قابلة للتدوير وغير خطيرة”. كما تأسف لكون “مواطنين لا يجدون أين يتخلصون من نفاياتهم، فيضطرون إلى رميها عوض تجشم عناء حملها إلى أعلى الشاطئ حيث توجد حاويات القمامة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق