للسنة الثانية على التوالي يقضي عدد من المتضررين من الزلزال بالمغرب شهرَ رمضان في ظروف خاصة، تتميز أساسًا بانتظار تسوية وضعيتهم، سواء كانوا من المعنيين ببرنامج إعادة البناء أو الإصلاح، وذلك بعد مرور سنة ونصف السنة تقريبا على الفاجعة.
ويتحدث بعض من هؤلاء عن “صعوبة في قضاء رمضان، بخصوصياته وطقوسه ومتطلباته كمناسبة اجتماعية، داخل الخيام”؛ موضحين أنهم كانوا يمنّون النفس خلال السنة الماضية بعدم تكرار هذه التجربة لصعوبتها وللإشكاليات التي سبق أن صادفتهم.
وبحسب محلّيين تقاسموا تجاربهم مع الجريدة فإن “العيش خارج المنازل أمر صعب خلال السنة ككل، وهي الصعوبة التي تشتد درجتها أكثر خلال شهر رمضان، على اعتبار أن هذا الأخير يحتاج إلى توافر شروط لتمضيته على أكمل وجه”؛ الأمر الذي يجعلهم يشددون على “طيّ هذا الملف قبل حلول رمضان ثالث”.
في هذا الصدد أفاد محمد أزفاض، من سكان دوار “تمتركا” بجماعة أوناين باقليم تارودانت، ومتضرر من زلزال الأطلس الكبير، بأن “العيش داخل الخيام في نهاية المطاف يعتبر تجربة صعبة في الأوقات العادية، فما بالك برمضان ذي الخصوصيات الاجتماعية والطقوس المتعددة التي لا يمكن أن تحييها خارج المنزل لظروف لا تسمح بذلك”.
وقال أزفاض مصرحًا لهسبريس: “كنا نقول خلال السنة الماضية إن رمضان المقبل سيجدنا في وضعية أحسن، لكن التحسّن شمل فقط البعض من المتضررين الذين أكملوا إجراءاتهم التي تخص إعادة البناء أو الترميم (وهو أمر مهم في نهاية المطاف)”، موضحًا أن “تمضية رمضان في ظروف غير جيدة صعب بالنسبة للأسر المكوّنة من عدد مهم من الأفراد”.
كما لفت المتحدث إلى أن “قضاء هذه المناسبة داخل الخيام أو في منازل غير آمنة، للمرة الثانية على التوالي، أمر شبه عام لدى المواطنين الذين تضرروا من زلزال 8 شتنبر 2023؛ ما عدا من استفادوا من السكن أو من تدبّروا أمورهم بطريقة خاصة ولجؤوا إلى كراء مساكن في المدن”.
ومن إقليم تارودانت إلى جماعة إمي ن الدونيت بإقليم شيشاوة، حيث اعتبر سعيد موحري أن “هذا السيناريو لم يكن متوقعًا البتّة حتى لدى أكبر المتشائمين منّا كمتضررين من الفاجعة؛ إذ كان الرهان قائما على الرجوع إلى المنازل بشكل سريع وطيّ هذه الصفحة”.
وزاد المتضرر من الفاجعة: “عدد كبير من هؤلاء ينتظرون تنفيذ السلطات مضامين بلاغ الديوان الملكي الخاص بعمليتي إعادة البناء والإصلاح، إلى درجة أن منهم من تدبّر حاله، على اعتبار أن حالة الطقس وضرورات الحياة اليومية تحتم العودة إلى الوضعية المعتادة بشكل سريع”، مفيدًا بأن “الناس يأملون أن يكون هذا آخر رمضان لهم في الخيام وفي إطار هذه الوضعية الاجتماعية بالتحديد”.
في سياق متصل أوضح إبراهيم زلوات، فاعل جمعوي وأحد سكان دوار “تنفكيخت” بجماعة إيغيل بإقليم الحوز، أن “وضعية عدد من المتضررين من زلزال الحوز صعبة، خصوصًا ممن مازالوا ينتظرون إعادة بناء أو إصلاح منازلهم المتضررة”، مردفًا: “جرّبنا السنة الماضية معنى أن تقضي رمضان في ظروف صعبة وغير سليمة”.
كما أكد زلوات أن انتظار استكمال مسطرة الدعم الذي توفره الحكومة جعله يدبر أمره بشكل شخصي، إذ قام بإصلاح جزء من محل سكناه، ما مكّنه من تجنب قضاء رمضان ثان في الخيام، مفيدًا بأن “الوضعية مغايرة لدى البقية ممن يقضون هذه المناسبة الاجتماعية خارج بيوتهم للمرة الثانية على التوالي”.
وأشار رئيس إحدى الجمعيات بالمنطقة إلى أن “الأمل كان قائمًا وبقوة لدى المحليين السنة الماضية بخصوص تصحيح وضعيتهم بشكل سريع للعودة إلى إيقاع الحياة الطبيعي داخل منازلهم”، مفيدًا في الأخير بأن “شهر رمضان ذو خصوصية ويفرض شروطًا معينة تجب تلبيتها”.
0 تعليق