علي جمعة للشباب الراغبين في الارتباط: عليهم إبلاغ والد الفتاة وطلب إشرافه

السبورة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحدث الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ومفتي مصر السابق، عن الضوابط الشرعية للعلاقة بين الشاب والفتاة، مؤكدًا على أهمية الالتزام بشروط واضحة تضمن العفاف والوضوح، وذلك خلال برنامجه "نور الدين والدنيا"، الذي أذيع أمس الأحد عبر القناة الأولى المصرية وقناة CBC.

 

العلاقة بين الولد والبنت وفق الضوابط الشرعية

أكد الدكتور علي جمعة أن العلاقة بين الشاب والفتاة يجب أن تكون وفق ضوابط شرعية صارمة، مشيرًا إلى أنها تحتاج إلى شروط مماثلة لشروط الوضوء للصلاة. فكما أن الصلاة لا تصح بدون وضوء صحيح، فإن أي علاقة بين شاب وفتاة يجب أن تتسم بالعفاف، العلانية، إدراك الواقع، وإشراف الكبار.

وتابع قائلًا: "إذا كان هناك شيء محرم وتمت مراعاة الضوابط والشروط، فهل يصبح ذلك جائزًا؟ بالطبع لا. الأمر يشبه من يتوضأ بغسل وجهه ويديه فقط دون إتمام باقي الأركان، فهذا وضوء غير صحيح". وعلق على ذلك بمصطلح شعبي قائلًا: "هذا يُسمى عبط مشلتت"، في إشارة إلى التهاون في الالتزام بالضوابط.

 

ضرورة إخبار والد الفتاة بالارتباط

أوضح الدكتور علي جمعة أن الشاب إذا أراد الارتباط بفتاة فعليه أن يخبر والدها بالأمر ويطلب منه الإشراف على العلاقة، مؤكدًا أن مثل هذه الخطوات تساهم في بناء مجتمع قوي ومستقر.

وأضاف: "الشاب يجب أن يتحدث مع والد الفتاة ويطلب منه الإشراف على العلاقة بدلًا من أن يبقى في الخفاء، لأن العلاقة في إطار الأسرة تضمن وضوح النوايا والتزام الضوابط الشرعية".

ودعا الآباء إلى الاستماع إلى أبنائهم واستيعابهم حتى لا ينحرفوا عن المسار الصحيح في ظل التحديات التي تواجه الشباب اليوم.

 

الحبيب وأجر الشهيد

أعاد الدكتور علي جمعة التأكيد على حديث نبوي يقول: "من عشق وكتم وعفّ حتى مات، مات شهيدًا"، موضحًا أن هذا الحديث صحيح وليس ضعيفًا كما يدّعي البعض. وأوضح أن العشق إذا كان في إطار العفاف ولم يكن سرًا بل بمعرفة الأهل، فإنه لا يُعد حرامًا في ذاته.

 

الصداقة بين الجنسين ليست حرامًا في ذاتها

أكد الدكتور علي جمعة أن الصداقة بين الجنسين ليست محرمة في ذاتها، ولكنها تصبح ممنوعة إذا تجاوزت الحدود الشرعية، تمامًا كما هو الحال في سائر الأحكام الفقهية التي تستلزم استيفاء جميع الشروط حتى تكون صحيحة ومقبولة.

طاعة الأهل أم الشريك؟

ردًا على سؤال إحدى الفتيات التي قالت: "لو كنت مرتبطة وأهلي يعلمون بذلك، لكنه يتحكم في قراراتي، فهل أسمع كلامه أم كلام أهلي؟"، أجاب الدكتور علي جمعة بوضوح: "عليكِ أن تستمعي إلى كلام والدك، فهو الذي ينفق عليكِ ويتعب من أجل توفير احتياجاتك، وليس الشاب الذي لم يرتبط بك رسميًا بعد".

وأضاف: "لا يجب على الشاب إشغال الفتاة في الخفاء، لأن العلاقة السليمة تقوم على الوضوح والاحترام"، مستشهدًا بالمثل الفلاحي: "المدارية تكسر المحراث"، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الإثم ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس".

 

أكد الدكتور علي جمعة أن العلاقات بين الشباب والفتيات يجب أن تكون قائمة على العفاف والوضوح، مع إشراف الأهل، حتى لا تؤدي إلى نتائج غير مرغوبة، مشددًا على أهمية اتباع الضوابط الشرعية في جميع العلاقات الاجتماعية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق