تُعدُّ أغنى جزيرة نفط إيرانية أحد أبرز مواقع إنتاج وتصدير الهيدروكربونات في البلاد، بالإضافة إلى دورها في تخزين ملايين البراميل.
وبحسب خريطة المواقع النفطية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يسعى المطورون لمراعاة الاعتبارات البيئية والمناخية في الجزيرة التي يُطلَق عليها "سيري" أو "راز"، إذ يحاول العاملون حماية البيئة البحرية في عمق مائي يصل إلى 70 مترًا.
ووسط كل هذه الميزات، يشكّل تأمين إمدادات كهرباء مستقرة وثابتة أبرز تحديات الإنتاج النفطي للجزيرة، خاصة أنها تكتفي بإنتاجها من الغاز والكهرباء لتلبية احتياجاتها لبعدها عن المناطق الحيوية والبر الرئيس للبلاد.
ومن زاوية أخرى، تخضع الجزيرة لمتغيرات جوية واجتماعية متقلبة، سواء على صعيد طقسها أو طبيعة العاملين بها أو تنوّع الحياة الطبيعية.
إمكانات أغنى جزيرة نفط إيرانية
تضم أغنى جزيرة نفط إيرانية 5 حقول منتجة ومُصدّرة أيضًا، هي: (نُصرت، وإسفاند، وسيفاند، ودينا، وألفاند).
وتمتد منطقة التشغيل في الجزيرة على مساحة 40 كيلومترًا، وتصنّف بوصفها أكبر مواقع التشغيل النفطية في الجرف القاري لطهران.

وتتسع مرافق الجزيرة لتخزين 5 ملايين برميل، في حين تُصدّر إمدادات "سيري" من خلال رصيف يمكنه استقبال ناقلات بحمولة 1.5 مليون برميل.
وبصورة أوسع نطاقًا، تعالج أغنى جزيرة نفطية إيرانية إنتاج النفط والغاز في المنطقة، خاصة أن مرافقها تعكس سلسلة قيمة متكاملة، بدءًا من المنبع والإنتاج حتى التصدير.
وتتّسم عمليات النفط في الجزيرة بأنها "صعبة وقاسية" لغياب الحياة الحضرية؛ إذ تعدّ مجتمعًا نفطيًا منغلقًا على المعدّات والمرافق وحاويات تجارة محدودة تابعة لعمال الجزيرة التي تبعد 17 كيلومتًرا عن إيران.
وتنتج الجزيرة النفط الخام، والغاز الحلو الذي يعاد استعماله لإنتاج الكهرباء وتزويد منصات ومرافق الجزيرة بالإمدادات.
وتُخطط إدارة الجزيرة لبدء حقن المياه في حقول الجزيرة الـ5؛ بهدف زيادة الإنتاج وتعزيزه، حسب معلومات أوردتها وكالة أنباء النفط الإيرانية "شانا" في تقرير لها.
منصات ومرافق جزيرة سيري
بحسب نائب مدير التشغيل في "سيري"، محمد رضا أكبر موسوي، تُشغَّل حقول الجزيرة بمنصتين، هما: منصة نصر (وتغطي حقول: إسفاند، وسيفاند، ودينا، ألفاند)، ومنصة إيلام (وتغطي حقل نُصرت).
وتستحوذ منصة نصر ومرافقها الفرعية -الأقدم في المنطقة- على غالبية حصة إنتاج النفط والغاز في الجزيرة.
وتقع منصة نصر على مسافة 33 كيلومترًا من الجزيرة، وتحتوي على منصات فرعية ومرافق تُقدَّر بنحو 63 بئرًا منتجة و17 بئرًا مخصصة للحقن والضخ.
وزُوِّدت المنصة بجهازَي فصل يعملان على معالجة النفط الخام بصورة أولية، قبل نقل التدفقات إلى مرافق جزيرة "سيري" حيث تجري الخطوات النهائية للمعالجة والتصدير.
وقال مسؤول العمليات البرية في الجزيرة، إسماعيل هاشمي، إن إنتاج المنصتين يُنقل إلى مرافق المعالجة في "سيري" عبر خطوط أنابيب، تمهيدًا لفصله ومعالجته وتخزينه وتصديره.
وأضاف أن مسؤولية تشغيل الجزيرة تتبع حاليًا شركة النفط البحرية الإيرانية (IOOC).
وأُلحقت بالجزيرة مرافق برية تضم 3 وحدات للتعامل مع: النفط الخام، ومعدّات المياه والبخار، والتخزين والتحميل والتصدير.

تحديات أغنى جزيرة نفط إيرانية
1) الكهرباء
تتصدر موثوقية إمدادات الكهرباء أبرز تحديات التشغيل في أغنى جزيرة نفط إيرانية، رغم أن إنتاج النفط والغاز من بعض آبار منصة "إيلام" لا يحتاج إلى الكهرباء.
وتتطلب غالبية عمليات تشغيل المنصة إمدادات كهرباء مستقرة، ويشمل ذلك المعدّات وخطط النقل من أصول المنبع إلى مرافق الجزيرة.
وتحتاج توربينات الجزيرة ومحطات الكهرباء القديمة إلى إصلاحات وصيانة دورية؛ ما يضيف إلى تحديات العمل بالجزيرة.
ويُنقل الغاز المنتج من منصة "إيلام" إلى محطة إنتاج الكهرباء في الجزيرة، سواء لتلبية طلب المعدّات والمرافق، أو لتعزيز إنتاج الهيدروكربونات وعملية حقن الماء.
وللتغلب على تحديات إمدادات الكهرباء في جزيرة "سيري"، بُنيت محطتا كهرباء إضافيتان، إحداهما لمشروع سوائل الغاز الطبيعي، والثانية تستعمل الغاز المنتج من حقل سلمان المشترك مع الإمارات.
وتهدف المحطتان -بالإضافة إلى توربينات أغنى جزيرة نفط إيرانية- للمساعدة في تلبية الطلب على الكهرباء خلال حالات الطوارئ، لضمان موثوقية واستقرار الإمدادات.
2) الإنتاج والمعدّات
يُعدُّ ثبات إنتاج النفط والغاز في "سيري" أو العمل على زيادته ضمن التحديات التي تواجه الجزيرة؛ ما يتطلب إجراء تحديث منصات الحفر البحرية لضمان استدامة إنتاج الخام والغاز الحلو.
ويتطلب ذلك إجراء عمليات صيانة دورية للمنصات وخطوط النقل والمعدّات؛ لمنع أيّ انقطاعات في معدل الإنتاج.
ويبدو أن التكلفة المالية المرتفعة، وضعف الخبرة المحلية في قطاع الهيدروكربونات البحري، يحولان دون تنفيذ خطة الحماية للمعدّات والمرافق.
ورغم هذه التحديات، تحاول جزيرة سيري إحراز تقدُّم في صيانة الأصول والمرافق، عبر الاعتماد على شركات التقنيات الجديدة والإمكانات المحلية على تصنيع أجزاء ومعدّات الصيانة المطلوبة، رغم الضغوط التي تفرضها العقوبات الأميركية على بعض عمليات الموقع الإيراني.
وتعاونت شركات النفط والغاز الوطنية والشركات الخاصة لضمان التغلب على تحديات الصيانة وضمان إنتاج مستقر واستمرار التشغيل.
3) البيئة الطبيعية والاجتماعية
يتّسم طقس الجزيرة بالدفء حتى في فصل الشتاء، وتمنح هذه الأجواء الحيوانات البرية -مثل الغزلان- مساحة حركة وسط المرافق النفطية لجزيرة سيري.
ومن جانب آخر، يشكّل عمال النفط في الموقع المجتمع المحلي للجزيرة، خاصة مع زيارات أُسَرِهم الدورية.
ورفعت الشركة المشغّلة لأغنى جزيرة نفطية إيرانية رواتب العاملين، لكن هذه الزيادات لم تنجح في مدّ المشروع بالخبرات والمهارات الكافية، خاصة بالنسبة لفريق العاملين في صيانة التوربينات وتشغيل الرافعات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق