في السنوات الأخيرة، تحولت الروبوتات البشرية تدريجيا من مجرد خيال في أفلام الخيال العلمي إلى واقع ملموس، وقد حققت الصين تقدما ملحوظا في هذا المجال. كشف تقرير حديث صادر عن بنك الاستثمار الأمريكي مورجان ستانلي بعنوان “100 من الروبوتات البشرية: رسم خريطة لسلسلة قيمة الروبوتات البشرية” أن الصين تتفوق على الغرب في حجم صناعة الروبوتات البشرية، وعلى الرغم من تأخرها في تقنيات المكونات الرئيسية، إلا أنها تسيطر على أكثر من نصف الشركات المدرجة الرائدة. من بين 100 شركة مدرجة عالميا أكدت مورجان ستانلي “مشاركتها الواقعية” في تطوير الروبوتات البشرية، يقع 56% منها في الصين. كما تمتلك الصين 45% من الشركات المتكاملة عالميا، وهي الشركات التي تصنع الروبوتات حسب احتياجات المستخدم النهائي.
تؤكد هذه الأرقام أن الصين تلعب بالفعل دورا حاسما في صناعة الروبوتات البشرية العالمية. في عام 2023، أصدرت وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية “إرشادات حول التنمية المبتكرة للروبوتات البشرية”، والتي اقترحت إنشاء نظام ابتكار أولي للروبوتات البشرية بحلول عام 2025، والوصول إلى المستوى المتقدم العالمي في القوة الصناعية الشاملة بحلول عام 2027. وفقا لإحصاءات الصناعة، بلغت قيمة إنتاج الروبوتات البشرية في الصين 2.76 مليار يوان العام الماضي، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في العام الحالي، وقد يتجاوز 100 مليار بحلول عام 2030. وفي تقرير عمل الحكومة الصينية لعام 2025، تم إدراج الصناعات المستقبلية مثل الذكاء المتجسد والجيل الجديد من الأجهزة الطرفية الذكية مثل الروبوتات الذكية باعتبارها محور عمل الحكومة في المستقبل.
لماذا يتم تصميم الروبوتات لتكون على أشكال “بشرية”؟
يرى الخبراء أن جميع البيئات التي تم تصميمها وتطويرها في المجتمع البشري حتى الآن، تهدف إلى خدمة الإنسان والتكيف مع احتياجاته، لذا فيمكن للروبوتات البشرية الشكل أن تندمج بشكل أفضل في العالم الحقيقي وتؤدي المزيد من سيناريوهات التطبيقات. في الوقت نفسه، قد يساعد تطوير واستكشاف الروبوتات البشرية الشكل في دراسة وفهم البشر أنفسهم. تحت تأثير عوامل متعددة، تدخل الروبوتات البشرية مرحلة التطور السريع.
شانغهاي: “مدرسة تدريب الروبوتات” في “تدريب” مكثف
في يناير من هذا العام، أنشأت مدينة شانغهاي أول ميدان لتدريب الروبوتات ذات الأشكال البشرية المتنوعة في البلاد. سيقوم المركز بتدريب الروبوتات لمختلف الصناعات لتمكينها من أداء مهام مختلفة، ونقل البيانات التي تم جمعها إلى موظفي البحث والتطوير لتحسين مستوى ذكاء الروبوتات.
في هذا الميدان، يتدرب عدد كبير من “المتدربين” المعتمدين على السيليكون، إما على تدريب الإمساك بشرائح البطاطس، أو استخدام مفك البراغي لتثبيت اللوحة الخلفية للثلاجة، أو التنافس في لعب كرة القدم. ينتمون إلى شركات الروبوتات مثل AgiBot، وFourier، وKepler. وفقا لما تم الكشف عنه، سيجمع ميدان التدريب 10 ملايين قطعة من البيانات هذا العام، مما سيمكنه من إنشاء أكبر قاعدة بيانات في الصناعة لتطوير الروبوتات البشرية المتنوعة، لتصبح مادة عالية الجودة لدعم تطور نماذج الروبوتات الأساسية.
لماذا تدخل شركات السيارات مجال الروبوتات البشرية؟
قبل فترة وجيزة، أطلقت شركة GAC الجيل الثالث من الروبوتات البشرية الذكية المجسدة المطورة ذاتيا من طراز GoMate، وتخطط لبدء الإنتاج الضخم للمكونات المطورة ذاتيا في عام 2025. كما دخلت العديد من شركات السيارات مثل XPeng، وChery، وXiaomi، وSAIC السوق عن طريق الاستثمار أو التطوير الذاتي، وأصدرت تقنيات ومنتجات أو خططا متعلقة بالروبوتات البشرية.
هناك العديد من القواسم المشتركة بين السيارات والروبوتات. سواء كان ذلك القيادة الذاتية، أو التفاعل الذكي داخل قمرة القيادة، فإن السيارات التي تحمل اليوم تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، والاستشعار البصري، والنماذج الكبيرة، تشبه بشكل متزايد الروبوتات الذكية التي ترافق البشر في رحلاتهم. وبالمثل، في تطوير الروبوتات البشرية، يمكن الاستفادة من العديد من الأجهزة والبرامج مثل البطاريات عالية الأداء، والمواد خفيفة الوزن، وخوارزميات التعرف على الأهداف وتخطيط المسار من السيارات المتصلة الذكية. إن تصنيع شركات السيارات للروبوتات لديه إمكانية نقل التقنيات، كما أن دخول الروبوتات إلى مصانع السيارات “للتدريب العملي” يسهل أيضا تقليل تكاليف البحث والتطوير وتسريع تطبيقات العرض التوضيحي.
نحو عصر الروبوتات البشرية
في المستقبل، مع التقدم المستمر للتقنية والانخفاض التدريجي في التكاليف، من المتوقع أن تصبح الروبوتات البشرية منتجات ثورية بعد أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية وسيارات الطاقة الجديدة، مما يغير بشكل عميق أنماط الإنتاج والحياة البشرية. سواء في المنازل أو المصانع أو الرعاية الطبية أو رعاية المسنين، ستلعب الروبوتات البشرية دورا متزايد الأهمية في المستقبل، قد نقف عند نقطة بداية عصر جديد – عالم يتعايش فيه البشر والروبوتات يقبل علينا ببطء.
0 تعليق