"نساء متوسطيات" يمنحن مراكش أمسية موسيقية ساحرة

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أتحفت فرقة “نساء متوسطيات” جمهورها بعروض موسيقية عكست مزيجا إبداعيا بين فن الفلامنكو والموسيقى المتوسطية، وذلك خلال أمسية فنية ممتعة أقيمت بمراكش، مساء أمس الأحد، في إطار فعاليات “ليالي رمضان”.

خلال هذا الحفل الموسيقي الذي احتضنه قصر الباهية التاريخي، سافرت الفرقة بالجمهور الحاضر، من عشاق الموسيقى والفن من مختلف الأعمار، مقيمين وأجانب، في رحلة موسيقية فريدة من نوعها.

وقدمت الفرقة مزيجا مميزا من نغمات الفلامنكو الإسبانية مع ألحان وأصوات مستوحاة من تقاليد المتوسط العريقة. وقد أبدعت العازفات والمغنيات في المزج بين الإيقاعات الحماسية للفلامنكو والأصوات العربية التي تعكس تاريخ الحوض المتوسط من إسبانيا إلى المغرب.

وأظهر كل عضو في الفرقة مهارة فائقة في العزف والغناء، إذ تراوحت العروض بين مقطوعات موسيقية بطيئة وغنية بالأحاسيس، وأخرى سريعة وحيوية حملت الجمهور إلى عالم من الحركات الدرامية والتنقلات الإيقاعية، إلى جانب حركات راقصة جمعت بين التقليد الإسباني في الفلامنكو والحركات الحرة التي تعكس فلكلور البحر المتوسط.

وتمكنت فرقة “نساء متوسطيات” من خلق أجواء من التفاعل العاطفي العميق مع الجمهور، الذي استمتع بجمالية الأداء وتناسق الحركات الراقصة مع الأنغام الموسيقية، حيث قامت العازفات بدور أساسي في تعزيز هذا التمازج، عبر آلات مثل غيتار الفلامنكو، ونغمات الناي العذبة، وإيقاعات البندير، وأصوات التصفيق التقليدي.

وفي تصريح صحافي عبرت حبيبة شعوف، عضو الفرقة، عن فخرها بأن تكون الفرقة جزءا من فعاليات “ليالي رمضان” في مراكش، مضيفة: “نحن نسعى دائما لنشر الثقافة الموسيقية المتوسطية والمغربية بألوانها المختلفة”.

بدورها، أكدت بيلار ألونسو، فنانة إسبانية، أن هذا الحفل شكل أحد أروع الأحداث الفنية التي تضاف إلى ذاكرة مهرجانات ومناسبات مراكش، مبرزة أن اختيار قصر الباهية لاحتضان هذا الحدث لم يكن عفويا، إذ شكلت أجواء هذه المعلمة التاريخية، التي تعكس فن العمارة المغربية التقليدية، إضافة سحرية لهذا العرض.

من جانبه، أكد مدير معهد سيرفانتس بمراكش، ميغيل أنخيل سان خوسيه، في تصريح مماثل، أن هذا الحفل يؤكد قدرة الموسيقى على تخطي الحدود الجغرافية والثقافية، مبرزا مستوى العلاقات الجيدة بين المغرب وإسبانيا في المجال الثقافي.

وشهد الحفل تفاعلا كبيرا من الجمهور الذي عبر عن إعجابه بالأداء الرائع للفرقة، كما أن الأجواء الرمضانية أضفت بعدا خاصا على هذا الحدث، حيث امتلأت أرجاء الفضاء بروحانية الشهر الكريم، مما جعل الحفل يصبح أكثر من مجرد عرض موسيقي، بل تجربة ثقافية وروحانية استثنائية.

ويندرج هذا الحفل الموسيقي، المنظم بشراكة بين معهد سيرفانتس بمراكش وسفارة إسبانيا في المغرب، وبدعم من المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمراكش، في إطار الاحتفاء بشهر رمضان الفضيل، وتزامنا مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة، حيث يسلط الضوء على دور النساء في الثقافة والفن، ويظهر روح التعايش الثقافي والتواصل بين حضارات البحر المتوسط.

ومنذ تأسيسها سنة 2015، تعد فرقة “نساء متوسطيات” من أبرز الفرق الموسيقية التي تعمل على تقديم مزيج من الموسيقى العربية المتوسطية مع لمسات معاصرة، مما يجعلها محط اهتمام محبي الفنون المتنوعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق