ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 11 مارس/آذار (2025)، في محاولة لتعويض الخسائر التي لحقت بها في الجلسة الماضية، وسط تطلّع لتطورات حرب الرسوم الجمركية.
وتخيّم على الأسواق مخاوف من ركود محتمل في الولايات المتحدة، بسبب تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي، بالتزامن مع خطط دول أوبك+ لزيادة الإمدادات.
وتعتزم دول أوبك+ الـ8، بقيادة السعودية وروسيا، المضي قدمًا في التخلّص من تخفيضات الإنتاج الطوعية، البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، تدريجيًا بدءًا من أبريل/نيسان، إلا أن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قال إن دول التحالف قد تعكس القرار حال اختلال التوازن في السوق.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 10 مارس/آذار، على تراجع بنسبة 1.5% للمرة الأولى في 3 جلسات، وسط مخاوف من ركود اقتصادي يهدّد الطلب عالميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 07:10 صباحًا بتوقيت غرينتش (10:10 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو/أيار 2025، بنسبة 0.20%، لتصل إلى 69.42 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل/نيسان 2025، بنسبة 0.08%، لتصل إلى 66.08 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وانخفض الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 1.5% لكل منهما أمس الإثنين، مع تباطؤ شهيّة المستثمرين للأصول الأكثر خطورة، بفعل المخاوف من تأثير التعرفات الجمركية في النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود.
وفرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا جمركية على موردي النفط الرئيسين له، كندا والمكسيك، ثم أرجأها، في حين رفع الضرائب على السلع الصينية، وردّت بكين على الولايات المتحدة وكندا بفرض رسوم جمركية على المنتجات الزراعية.

تحليل أسعار النفط
قال رئيس فريق قطاع الطاقة في بنك "دي بي إس"، سوفرو ساركار، حول تحليل أسعار النفط، إنه على الرغم من ضجيج السوق فإن سعر خام برنت عند 70 دولارًا للبرميل يمثّل دعمًا قويًا، وقد تتطلّع أسعار النفط إلى تحقيق انتعاش فني عند المستويات الحالية.
وأضاف أن "استجابة أوبك+ للإمدادات ستظل مرنة اعتمادًا على ظروف السوق، فإذا انخفضت أسعار النفط إلى ما دون مستوى 70 دولارًا للبرميل لمدة طويلة، فقد تُوقف زيادات الإنتاج، إذ سيراقب تحالف أوبك+ أيضًا سياسات ترمب تجاه إيران وفنزويلا".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة أوقفت بالفعل ترخيص شيفرون للعمل في فنزويلا، ويبقى أن نرى ما إذا كانت عقوبات إيران ستُكثّف، وبالتزامن مع ذلك تهيمن على السوق المخاوف بشأن النمو العالمي، وسط حالة من عدم اليقين السياسي والحروب التجارية.
لقد أزعجت سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأسواق في جميع أنحاء العالم، إذ فرض ترمب ثم أرجأ التعرفات الجمركية على أكبر موردي النفط لبلاده، كندا والمكسيك، في حين رفع أيضًا الرسوم الجمركية على السلع الصينية، وردت الصين وكندا بتعرفات جمركية خاصة بهما.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال ترمب إن "فترة انتقالية" للاقتصاد محتملة، لكنه رفض التكهن بما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواجه ركودًا، وسط مخاوف سوق الأوراق المالية بشأن إجراءاته المتعلقة بالتعرفات الجمركية.
وقال كبير إستراتيجيي السلع الأساسية في بنك "إيه إن زد" (ANZ)، دانييل هاينز: "أثارت تعليقات ترمب موجة من البيع، إذ بدأ المستثمرون تسعير مخاطر ضعف نمو الطلب".
وهبطت الأسهم، التي تتبعها أسعار النفط الخام غالبًا، أمس الإثنين، إذ عانت جميع المؤشرات الأميركية الرئيسة الثلاثة انخفاضات حادة، إذ سجّل مؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500)، أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ 18 ديسمبر/كانون الأول، وتراجع مؤشر ناسداك بنسبة 4%، وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ سبتمبر/أيلول 2022.
قال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، يوم الأحد، إن ترمب لن يخفّف الضغط بشأن الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا والصين.
ومن المتوقع أن ترتفع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، في حين من المرجح أن تنخفض مخزونات نواتج التقطير والبنزين، وفقًا لاستطلاع أولي أجرته رويترز.
وأُجري الاستطلاع قبل التقارير الأسبوعية من معهد النفط الأميركي، المقرر صدورها في الساعة 08:30 مساءً بتوقيت غرينتش (11:30 مساءً بتوقيت مكة المكرمة) في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، على أن يصدر تقرير إدارة معلومات الطاقة، الذراع الإحصائية لوزارة الطاقة الأميركية، في الساعة 02:30 مساءً بتوقيت غرينتش (05:30 مساءً غدًا الأربعاء).
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
0 تعليق