أثارت الفنانة فريدة سيف النصر جدلًا واسعًا بتصريحاتها حول الجيل الحالي من الفنانين، حيث انتقدت افتقار بعضهم للثقافة العامة التي كانت تميز الأجيال السابقة في الوسط الفني. 

وأكدت أن الثقافة ليست مجرد اطلاع على النصوص الفنية، بل هي عنصر أساسي لصقل موهبة الفنان وتمكينه من أداء أدواره بعمق وإقناع.

الفرق بين الأجيال في الوسط الفني

ترى فريدة سيف النصر أن الفنان في الماضي كان يحرص على تثقيف نفسه في مختلف المجالات، سواء الأدب، التاريخ، السياسة، أو حتى الفلسفة، مما كان ينعكس على أدائه وقدرته على تقديم شخصيات معقدة ومركبة.

 وأضافت أن الممثلين في جيلها، وكذلك الأجيال التي سبقتهم، كانوا يهتمون بالقراءة المستمرة والبحث عن الخلفيات الثقافية للشخصيات التي يقدمونها، وهو ما تراه أقل حضورًا في الجيل الحالي.

وأشارت إلى أن بعض الممثلين الجدد يعتمدون بشكل كبير على الشكل الخارجي والكاريزما فقط، دون السعي لاكتساب المعرفة التي تساعدهم على تطوير أدائهم، مما ينعكس سلبًا على جودة الأعمال الدرامية والسينمائية الحديثة.

التكنولوجيا وتأثيرها على ثقافة الفنانين

لا تنكر فريدة سيف النصر أن التطور التكنولوجي غير الكثير من ملامح صناعة الفن، لكنه في الوقت نفسه، جعل البعض يعتمد على وسائل سهلة لاكتساب المعلومات دون التعمق في فهمها. 

وأوضحت أن توفر المعلومات بسرعة عبر الإنترنت قد أدى إلى تراجع قيمة البحث والاطلاع الحقيقي، ما جعل بعض الفنانين يكتفون بالمعلومات السطحية دون التعمق في دراستها.

وأضافت أن التطورات الحديثة في عالم الدراما والسينما جعلت الإنتاج أسرع، وهو ما أدى إلى قلة التحضير الجيد للأدوار، مقارنة بما كان يحدث في الماضي، حيث كان الممثلون يقضون شهورًا في دراسة تفاصيل الشخصية وتحضيرها بشكل دقيق.

دعوة لاكتساب المزيد من الثقافة

رغم انتقادها، أكدت فريدة سيف النصر أنها لا تعمم رأيها على جميع الفنانين الشباب، مشيرة إلى أن هناك استثناءات لممثلين شباب لديهم وعي وثقافة كبيرة، ويحرصون على تطوير أنفسهم. لكنها دعت بقية الفنانين إلى إعادة النظر في أهمية الثقافة في تشكيل شخصية الفنان، مشددة على أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يدعمها الاطلاع والمعرفة.

واختتمت حديثها بالتأكيد على أن الفن مسؤولية كبيرة، وأن الفنان يجب أن يكون قدوة ومصدر إلهام للجمهور، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون ثقافة واسعة ووعي عميق بالقضايا المختلفة.