تقود مصافي النفط في أفريقيا ثورة مرتقبة في صناعة التكرير ببلدان القارة المختلفة، وهو أمر من شأنه أن يعزّز أمن الطاقة لديها عبر تقليص الاعتماد على وارداتها من المنتجات النفطية، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وفي أعقاب سنوات من الركود، بدأ قطاع التكرير في أفريقيا يستعيد زخمه خلال العام الجاري مع توسعات كبيرة في السعة الإنتاجية بفضل مشروعات رئيسة مطورة، مثل مصفاة دانغوتي (Dangote) في نيجيريا، ومصفاتي لوبيتو (lobito) وكابيندا (Cabinda) في أنغولا.

فبفضل سعتها التكريرية البالغة 650 ألف برميل يوميًا، لا يمكن لمصفاة دانغوتي سد الطلب المحلي على الوقود في نيجيريا فحسب، بل إنها تجعل البلاد كذلك لاعبًا محوريًا على خريطة إمدادات المنتجات النفطية إقليميًا وعالميًا.

ويُتوقع أن يرتفع الطلب على النفط في أفريقيا من 4.1 مليون برميل يوميًا إلى أكثر من 5.3 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2040؛ ما يعزّز سعة التكرير والتوزيع لتحسين الوصول إلى الطاقة الإقليمية.

نمو صناعة التكرير

من المتوقع أن تنمو صناعة التكرير في أفريقيا بنسب 33% بحلول عام 2030، لتصل سعتها الإجمالية إلى 2.4 مليون برميل يوميًا، مع توقعات بنمو السوق الأفريقية بمعدل سنوي مركب يتجاوز 2.5% خلال المدة من عام 2025 إلى عام 2030.

ويتوافق النمو المتوقع في صناعة التكرير مع طموحات القارة لدعم الطلب المتنامي بمعدلات مطردة على المنتجات النفطية، التي يُتوقع نموها بنسبة 50%، مع إسهام التطويرات الحاصلة في الصناعة بتعزيز السعة.

وفيما يلي أهم 7 مشروعات -مرتبة من الأكبر سعة إلى الأقل- في قطاع التكرير لدى أفريقيا، التي يُتوقع أن تؤدي دورًا حاسمًا في رسم مستقبل الصناعة خلال عام 2025:

1. دانغوتي

تتصدّر مصفاة دانغوتي النيجيرية قائمة أكبر مصافي النفط في أفريقيا، وتسابق الزمن من أجل تحقيق سعة تشغيل كاملة منذ إطلاقها في شهر يناير/كانون الثاني (2024)، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المتوقع أن تؤدي مصفاة دانغوتي البالغة سعتها الإجمالية 650 ألف برميل يوميًا، وهي الأكبر في أفريقيا، دورًا رئيسًا في تحقيق الاستقرار بتجارة النفط في غرب أفريقيا.

وفي شهر مارس/آذار الماضي، شرعت المصفاة في استيراد الخام من البرازيل وغينيا الاستوائية، وما تزال المباحثات جارية كذلك مع السنغال وليبيا لتأمين الإمدادات إلى المنشآة النيجيرية.

2. سابريف

تحل مصفاة سابريف (SAPREF) الجنوب أفريقية في المرتبة الـ2 ضمن قائمة أكبر مصافي النفط في أفريقيا.

ففي أعقاب الاستحواذ على مصفاة سابريف بوساطة صندوق الطاقة المركزي المملوك للدولة في عام 2024، أعلنت حكومة جنوب أفريقيا خُططًا هذا العام لإعادة تأهيل المصفاة، مستهدفةً سعة تكرير قوامها 600 ألف برميل يوميًا.

وقبل غلقها في عام 2022، لامس إنتاج المصفاة 180 ألف برميل يوميًا في المتوسط؛ لتُسهم بنحو 35% من سعة التكرير في جنوب أفريقيا.

ولتحقيق مستهدف السعة المذكور، تتطلّع الحكومة لجذب استثمارات وتأمين الحصول على الدعم التقني للمصفاة.

3. بورت هاركورت

في المركز الـ3 في قائمة أكبر مصافي النفط لدى أفريقيا، تحل مصفاة بورت هاركورت (Port Harcourt) النيجيرية التي تخضع حاليًا لبرنامج إعادة تأهيل يشتمل على استئناف عملياتها في المنشآة القديمة البالغة سعتها 60 ألف برميل يوميًا، وإضافة وحدة جديدة سعتها 150 ألف برميل يوميًا.

وشرعت المصفاة القديمة المغلَقة لمدة تزيد على عقد نتيجة تراجع الاستثمارات وتحديات الصناعة، في تدوير عجلة الإنتاج بها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وهي تعمل حاليًا بنسبة 70% من سعتها الإجمالية، مع وجود مستهدف للوصول بسعتها التكريرية إلى 210 آلاف برميل يوميًا.

وفي عام 2024 أصدرت شركة النفط الوطنية النيجيرية إن إن بي سي (NNPC) مناقصةً للحصول على مشغل خاص للمنشآة، مع خُطط لبدء الإنتاج قريبًا.

4. لوبيتو

تضم قائمة أكبر مصافي النفط في أفريقيا كذلك مصفاة لوبيتو الأنغولية التي تشهد تقدمًا سريعًا نحو اكتمال سعتها التشغيلية، مع تأمين شركة كيه بي آر ( KBR) حصولها على عقد إدارة المشروع في عام 2024.

وسيكون مشروع مصفاة لوبيتو التي تلامس سعتها التكريرية 200 ألف برميل يوميًا، أكبر منشآة تكرير في أنغولا.

وستُسهم المصفاة التي تقود شركة النفط الوطنية الأنغولية سونانغول (Sonangol) تطويرها، بزيادة سعة التكرير في ثاني أكبر بلد مُنتِج للنفط في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 200%، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأنجزت شركة "كيه بي آر" الهندسية مرحلة التصميم الهندسي الأولي (FEED) للمشروع في عام 2023؛ غير أن الشركة لم تُعلِن بَعْد الموعد الزمني لإنجاز بناء المصفاة.

5. واري

تظهر مصفاة واري (Warri) النيجيرية في المرتبة الـ5 في قائمة أكبر مصافي النفط لدى أفريقيا؛ إذ شرع البلد الواقع غرب أفريقيا في معالجة النفط بالمنشآة خلال شهر ديسمبر/كانون الأول (2024) في أعقاب غلقها لمدة عقد كامل.

وتعمل مصفاة واري حاليًا بنسبة 60% من سعتها الإجمالية التي لا تتجاوز 125 ألف برميل يوميًا، وتُبذَل جهود كبيرة في الوقت الحالي للوصول إلى السعة التشغيلية الكاملة للمصفاة.

وفي شهر فبراير/شباط الماضي أعلنت شركة النفط الوطنية النيجيرية خضوع المنشآة لأعمال الصيانة، التي تستهدف ضمان تعزيز عملياتها.

6. مصفاة نفط أوغندا

تحرز شركة النفط الوطنية الأوغندية يو إن أو سي (UNOC) تقدمًا متسارعًا في تطوير مصفاة نفط أوغندا بقيمة 4 مليارات دولار في البلد الواقع شرق أفريقيا.

وتعاقدت شركة "يو إن أو سي" مع شركة ألفا إم بي إم إنفيستمنتس (Alpha MBM Investments) الاستثمارية الخاصة ومقرّها مدينة دبي الإماراتية في شهر أبريل/نيسان الجاري، بصفتها شريكًا رئيسًا في المشروع بحصة نسبتها 60%، في حين تذهب الحصة المتبقية ونسبتها 40% إلى شركة "يو إن أو سي" التي تستهدف الوصول بسعة التكرير في المصفاة إلى 60 ألف برميل يوميًا.

وستدعم مصفاة نفط أوغندا مشروعات حقول نفط مقبلة مثل كينغفيشر (Kingfisher) وتيلينغا (Tilenga)، اللذين سيدخل كل منهما حيز التشغيل خلال العام الجاري.

7. كابيندا

تحل مصفاة نفط كابيندا الأنغولية سابعًا ضمن قائمة أكبر مصافي النفط في أفريقيا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وستبدأ المصفاة عملياتها التجارية خلال عام 2025، لتجلب سعة إضافية إلى السوق قوامها 30 ألف برميل يوميًا في مرحلتها الأولى.

ولدى المصفاة المطورة بوساطة شركة إدارة الأصول البريطانية جيمكورب (Gemcorp)، القدرة على زيادة إنتاجها إلى 60 ألف برميل يوميًا في المراحل المستقبلية.

وتمثّل كابيندا ثاني أكبر مصفاة تكرير قيد البناء في أنغولا، وهي تحظى بدعم تمويلي قدره 335 مليون دولار من قِبل مؤسسة التمويل أفريكا فايناناس كوربوريشن (AFC) وبنك الصادرات والواردات الأفريقي إلى جانب تحالف من مقرضين دوليين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:
1.أهم 7 مشروعات تقود صناعة التكرير في أفريقيا من تقرير نشره موقع "إنرجي كابيتال أند باور".
2.توقعات بارتفاع الطلب على النفط في أفريقيا إلى 5.3 مليون برميل يوميًا بحلول 2040 من موقع "إنرجي كونيكتس".