سائحة , تشهد محافظة الجيزة حالة من الجدل والاهتمام بعد تداول مقطع فيديو على نطاق واسع يوثق لحظة اعتداء أجنبية على شاب مصري، في منطقة سقارة بالهرم، عقب قيامه بضرب حيوان (حمار) في الشارع. الفيديو، الذي أثار موجة من الغضب بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر الشاب وهو يعتدي بالضرب على الحمار، قبل أن تتدخل السيدة الأجنبية بشكل مفاجئ وتقوم بصفعه وتوجيه عدة لكمات له على وجهه، محاولة منعه من مواصلة تعنيفه للحيوان.

محاولة الشاب للفرار لم تثنِ السيدة عن مطاردته، حيث ظهرت وهي تلاحقه بشكل غاضب، ما أضفى طابعًا دراميًا على المقطع، ودفع الكثير من رواد الإنترنت إلى مشاركة الفيديو والتعليق عليه بمواقف متباينة ما بين مؤيد لتصرف السيدة ورافض لطريقة تدخلها.

ردود فعل واسعة ومطالب بالتحقيق الفوري بعد إعتداء سائحة أجنبيه على شاب مصري

التفاعل الواسع مع الفيديو لم يتوقف عند حدود الإعجاب أو الاستنكار، بل تصاعدت المطالب بفتح تحقيق رسمي في الواقعة، حيث رأى البعض أن الشاب يستحق المحاسبة على ما بدر منه من عنف تجاه الحيوان، بينما أشار آخرون إلى ضرورة فحص تصرف السيدة ومدى قانونيته، خصوصًا أنها اعتدت عليه في مكان عام، ما قد يشكل مخالفة أخرى.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل معلومات تفيد بأن السيدة تقيم في منطقة الهرم منذ فترة، وتدير مركزًا متخصصًا في علاج وإنقاذ الحيوانات، كما تبيّن من بعض المنشورات أنها كانت متزوجة سابقًا من شاب مصري من سكان نفس المنطقة، وهو ما قد يفسر تواجدها الدائم فيها ومعرفتها الجيدة بمحيطها.

تحقيقات أمنية لفحص فيديو اعتداء سائحة وتحديد المسؤوليات

من جهتها ، بدأت الأجهزة الأمنية بمحافظة الجيزة تحقيقات موسعة بشأن الواقعة، حيث قامت بفحص الفيديو المتداول وتحليل محتواه، في محاولة لتحديد هوية الشاب والسيدة، والتأكد من صحة المعلومات المتداولة. كما يتم استدعاء شهود العيان الذين قد يكونوا حضروا الواقعة أو تمكنوا من تصوير الفيديو من موقع الحادث .

وأكدت مصادر أمنية أن التحقيق سيشمل كافة جوانب الواقعة، سواء ما يتعلق بعنف الشاب تجاه الحيوان، أو بتصرف السيدة التي مارست نوعًا من “الضبط الذاتي”، وهو ما قد يعتبر خرقًا للقانون إذا ثبتت نية الإيذاء المتعمد. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق أي طرف يُثبت تجاوزه للأنظمة، مع التأكيد على احترام حقوق الإنسان والحيوان في الوقت نفسه.

بين الرفق بالحيوان وتطبيق القانون

تعكس الواقعة تباينًا كبيرًا في المواقف الشعبية بين من يرى أن الدفاع عن الحيوانات مهمة إنسانية نبيلة، ومن يطالب بأن يكون ذلك تحت مظلة القانون وليس عبر ردود فعل فردية قد تؤدي إلى الفوضى. في النهاية، يبقى الهدف المشترك هو ضمان حماية الكائنات الضعيفة، مع احترام حقوق الإنسان وعدم الانجرار إلى العنف غير المبرر.

ومع استمرار التحقيقات، يترقب الرأي العام نتائج الفحص الرسمي، وسط دعوات بأن تكون هذه الواقعة فرصة لتسليط الضوء على أهمية سن قوانين أكثر صرامة لحماية الحيوانات، وتثقيف المجتمع بحقوقها وطرق التعامل الإنساني معها.