يوم الموتى .. احتفالية تاريخية تنشر السعادة في المكسيك

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تظهر الجماجم والهياكل العظمية في المتاجر في أنحاء شيكاغو؛ ولكن هذا لا علاقة له بعيد الهالوين. فبالنظر عن كثب، يمكن رؤية أن هذه الأشكال تصاحبها زهور ملونة، وترتدي كعروسة وعريس، أو مصنوعة من السكر بتصميمات معقدة. وتصاحب هذه الأشكال احتفالا شهيرا في المكسيك ومناطق أخرى بأمريكا اللاتينية، يُطلق عليه يوم الموتى.

وعلى خلاف عيد الهالوين، فإن يوم الموتى لا يعد عطلة حزينة أو مخيفة؛ ولكنه وقت باعث للبهجة لتذكر الأحباء الذين توفوا.

وقال سيساريو مورينو، كبير أمناء مجلس المتحف الوطني للفن المكسيكي في شيكاغو، لصحيفة “شيكاغو تريبون” عام 2015: “يوم الموتى يعد يوما مقدسا للغاية؛ فهو اليوم الذي نحيي فيه ذكرى وأرواح الذين ما زالوا يمثلون جزءا مهما من أسرهم، حتى على الرغم من عدم وجودهم فعليا”.

وأضاف: “كما أن يوم الموتى يعد يوما مقدسا يقوم خلاله الكثيرون بالصلاة. وهم يجتمعون سويا. نحن نرحب بعودة أرواح الذين توفوا. في حين أنه خلال عيد الهالوين، أنت لا تريد هذه الأشباح حولك. فأنت تكون خائفا منهم. إنه وقت مخيف. وبالتأكيد، فإن عيد الهالوين ليس يوما مقدسا، وأعتقد أن هذه هي الاختلافات الكبرى بين المناسبتين”.

ويقوم الكثيرون بالاحتفال بيوم الموتى، من خلال زيارة قبور أقاربهم وأحبائهم؛ ولكنهم لا يذهبون هناك من أجل الحداد، ولكنهم يقومون بتنظيفها وتزيينها بالزهور. ويقوم البعض بالصلاة، في حين يشغل آخرون الموسيقى.

وتشابه الأجواء تقريبا أجواء الحفل، من حيث الموسيقى والطعام والمشروبات. ويجتمع الأشخاص للحديث عن قصصهم بشأن أحبائهم، لتبقى ذكراهم حية.

وتحتفل بعض المدن في المكسيك بيوم الموتى، من خلال تنظيم المسيرات والمهرجانات. ويقوم الكثيرون بطلاء وجوههم لتشبه الجمجمة ويرتدون الملابس التنكرية. كما تقوم النساء بالتشبه بـ”لا كاترينا”؛ وهي جمجمة سيدة طويلة ترتدي فستانا فاخرا وقبعة فوق رأسها.

ويتم الاحتفال بعيد الموتى من 31 أكتوبر حتى الثاني من نونبر. وهناك اعتقاد بأن أرواح الأطفال تزور الأرض من 31 أكتوبر حتى الأول من نونبر والبالغين يومي 1 و2 نونبر. ويتم الاحتفال بالأعياد الكاثوليكية مثل عيد جميع القديسين في الأول من نونبر ويوم ذكرى الموتى في الثاني من نونبر.

وتعود العطلة إلى طقوس كانت شعوب المكسيك تقوم بها قبل وصول الإسبان. وبقيادة الإله ميكتيكاتشيواتل، التي كانت تعرف باسم “سيدة الموتى” كانت تستمر الاحتفالات لمدة شهر. وبعد وصول الإسبان إلى المكسيك، وبدأوا في تحويل المواطنين إلى الكاثوليكية الرومانية، تم تغير موعد العطلة لتتزامن مع الاحتفال بيوم جميع القديسين ويوم ذكرى جميع الأرواح المعروف أيضا بيوم جميع الموتى.

وعلى الرغم من أن يوم الموتى يرتبط بصورة أساسية بالمكسيك، فإن دولا أخرى، حتى خارج أمريكا اللاتينية، تحتفل بهذه العطلة بطريقتها الخاصة. ففي الفلبين، يُطلق على هذه العطلة “أونداس”، ويتم الاحتفال بها في أول يومين من نونبر. ويقوم الفلبينيون بزيارة قبور أحبائهم، كما يقومون بتشييد مذابح تكريما للذين رحلوا.

وعلى سبيل المثال، فإنه في هايتي يُطلق على يوم عيد الموتى يوم “فيت جيدي”، حيث يرتدي المواطنون الألوان الأبيض والأسود والأرجواني؛ في حين ينظمون مسيرات في جميع أنحاء البلاد.

وفي أمريكا اللاتينية، تتوارث الأجيال عادات الاحتفال بيوم الموتى؛ ولكن الاحتفال يعد حديثا نوعا ما في قائمة الأنشطة الأمريكية، فقد بدأت كاليفورنيا في تنظيم مواكب الاحتفال بالموتى ومعروضات المذابح في الستينيات والسبعينيات كوسيلة لتكريم التراث المكسيكي-الأمريكي. ومؤخرا، بدأت تظهر منتجات الاحتفال بعيد الموتى في متاجر مثل وول مارت وتارجت وباريل.

وأشارت صحيفة “شيكاغو صن تايمز” إلى أن عطلة يوم الموتى ستكون محور معظم الأعمال في النسخة الـ38 للمتحف الوطني للفن المكسيك، الذي سيطلق عليها “ضياء الموتى، عندما يكون الماضي هو الحاضر” الممتدة من 20 شتنبر حتى الثامن من دجنبر.

وقالت دولوريس ميركادو، كبيرة أمناء المتحف الوطني للفن المكسيك: “عندما نتحدث عن يوم الموتى، بالنسبة لنا في المتحف الوطني للفن المكسيكي، فإن الأمر سيكون موسما بأكمله”.

وأكدت ميركادو أن المعرض، الذي سيشارك فيه أكثر من 110 فنانين والذي يضم نحو 70 قطعة من المجموعة الدائمة بالمتحف سالف الذكر، يبرز الفن الشهير لأجيال من الفنانين المكسيكيين من جميع أنحاء البلاد والعالم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق