القاهرة – () – أعلن ممدوح عصمت، وزير الكهرباء المصري، في مقابلة خاصة خلال مؤتمر صحفي عقد مؤخرا، أن الحكومة المصرية أجلت طرح مناقصات محطتي كهرباء “الزعفرانة” و”بني سويف” للمستثمرين الأجانب.

ويندرج هذا القرار في إطار جهود الدولة لتحسين قدرتها على إنتاج الطاقة المتجددة وتوجيه الاستثمارات الجديدة نحو مشاريع أكثر تكاملا.

أسباب التأخير اعتبارات استراتيجية

وتعد محطة كهرباء بني سويف، التي تم افتتاحها في يوليو 2022، إحدى المحطات الثلاثة التي تم إنشاؤها بالتعاون مع شركة سيمنز الألمانية، باستثمارات تزيد عن 6 مليارات يورو. وتعد هذه المحطات بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية مصر لتوسيع شبكة الكهرباء الوطنية، بهدف الوصول إلى قدرة إجمالية تبلغ 14.4 جيجاوات.

وأشار عصمت إلى أن الوزارة توصلت إلى اتفاق مع المستثمرين لتطوير محطات هجينة تجمع بين طاقة الرياح والطاقة الشمسية بموقع الزعفرانة الذي يتمتع بإمكانات كبيرة في هذا المجال.

…

تعزيز الطاقات المتجددة الأهداف المستقبلية

وتهدف مصر إلى إضافة 22 جيجاوات من قدرات الطاقة المتجددة بحلول عام 2029، منها ما يقرب من 14 جيجاوات من طاقة الرياح و8 جيجاوات من الطاقة الشمسية. وتعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية مصر للطاقة المستدامة، والتي تسعى إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة إلى 42% من إجمالي القدرة الكهربائية بحلول عام 2035، مع التركيز على تنويع مصادر الطاقة.

الاستجابة للاحتياجات المتزايدة

ومع تجاوز عدد سكان مصر 105 ملايين نسمة، تواجه مصر طلبًا متزايدًا على الطاقة. وتهدف الحكومة إلى جعل البلاد مركزًا إقليميًا للطاقة، قادرًا على تصدير الكهرباء إلى الدول المجاورة. وتؤكد هذه الرؤية على الحاجة الملحة إلى توسيع القدرات الإنتاجية وتطوير البنية التحتية المرتبطة بالطاقة.

آفاق التعاون الإقليمي والدولي

وتواصل مصر جذب اهتمام المستثمرين المحليين والدوليين، حيث أبدت سبع شركات عربية وأجنبية اهتمامها بشراء محطات طاقة الرياح في “جبل الزيت” و”الزعفرانة”. ويعكس هذا الاهتمام المتزايد التزام مصر بتطوير مشروعات الطاقة المتجددة وتعزيز دورها في السوق الإقليمية.

يشير تأجيل مناقصة محطتي “الزعفرانة” و”بني سويف” إلى التحول نحو استراتيجيات جديدة لتحسين قدرة مصر على إنتاج الطاقة المتجددة. ومن خلال الاستثمارات الهجينة والتوسع في مشاريع الطاقة، تسعى الحكومة إلى تلبية الطلب المتزايد على الطاقة مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.