طنجة تفتقد رواج شي رؤوس الأضاحي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بدا المشهد في منطقة الحدادين بشارع سان فرانسيسكو وسط مدينة البوغاز مغايرا لما جرت عليه العادة في يوم عيد الأضحى المبارك وغريبا عن ساكنة المدينة، حيث كانت الأجواء يعمها الدخان ورائحة شي رؤوس الأضاحي وأرجلها التي تصنع الحدث في المنطقة وتخلق رواجا كبيرا على مدى أيام.

المحلات مغلقة، والحركة شبه متوقفة حينما كانت الساعة تشير إلى الخامسة مساء، رجل نظافة التقته هسبريس بالصدفة في المنطقة سألته عن الوضع الذي كانت عليه المنطقة في يوم عيد السنة الماضية، فتبسم قبل أن يجيب “الدخاخن كانت تغطي المكان”.

وأضاف الرجل الذي يؤدي مهمته بإتقان: “الوضع هذا العام مختلف كثيرا ونحمد الله على كل شيء”، وتساءل باستغراب شديد: “لم أفهم كيف أن سعر اللحم كان في حدود 80 درهما، ومع منع العيد اشتراه الناس بـ130 درهما. صراحة هذا الأمر يثير الحيرة”.

وتابع عامل النظافة مستذكرا: “الأجواء كانت مشتعلة والرواج يعمّ المكان وطوابير المواطنين تنتظر شي رأس الخروف والكرعين”، معتبرا أن هذه الأجواء يكون فيها التعب “لكن فيه الأجر والرحمة”.

على طول شارع الحدادين، محلات موصدة يوم العيد، وذلك تفاديا للوقوع في المحظور؛ إذ وقع جميع أصحاب المحلات التزاماً من أجل عدم شي أي رأس أو بيع أي “مجمر” أو برد أي سكين ذبح.

هسبريس التقت أحد أصحاب محلات الحدادة في المنطقة، وهو حرفي قضى 50 سنة من عمره في المهنة، أكد أنّ المهنيين تضرروا بشدة من قرار منع ذبح الأضاحي، وفوت ذلك عليهم فرصة مهمة من الرواج الذي ينتظره هو وزملاؤه.

وأفاد الحداد ذاته، في حديث لهسبريس، بأنه “منذ 12 يوما ونحن متوقفون عن العمل وتكبدنا خسارة كبيرة بسبب الوضع”، مسجلا أنه خلال أيام العيد كان يحقق مداخيل تقدر بحوالي 12 ألف درهم.

وزاد موضحا: “رواج كبير يخلقه النشاط الموسمي، ويأتي عدد من الشباب للعمل معنا خلال هذه الأيام”، مؤكدا أن مداخيل هذه الفترة كانت “تساعدنا على تعديل الوضع وتغطية الخصاص الذي نسجله في فصل الشتاء من العام”.

وأكد الرجل الذي بدا منزعجا من المنع الذي فرض عليهم: “نحن تضررنا أكثر من الكسابة؛ لأن هؤلاء لديهم ثروة حيوانيّة مهمة، فيما نحن لا نملك شيئا وتفويت هذه الفرصة سيجعلنا نواجه صعوبات في أداء تكاليف الكراء والكهرباء”، وزاد مبينا: “نطالب بتعويض كيف ما كان على هذه الأيام”.

وبخصوص الوضع الحالي وما إذا كان قد تلقى اليوم طلبات من طرف المواطنين لشي الرؤوس، سجل الحداد أن عددا من المواطنين جاؤوا يستفسرون عن عملية شي الرؤوس، فأكد أنه أخبرهم بأن الأمر ممنوع هذه الأيام.

وتابع: “سنستأنف العمل يوم الثلاثاء وفقا للالتزام الذي وقعناه للسلطات”، معبرا عن أمله بأن يسجل في الأيام المقبلة رواجا يمكن أن يساهم في التخفيف من حدة الخسارة التي تكبدها، وفق قوله.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق