تعد الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم من القراءات المحببة في الإسلام التي تحظى بمكانة كبيرة في قلوب المؤمنين،وقد علمت من تجربتي الشخصية أن هذه الصلاة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تحسين الحالة النفسية والجسدية للأفراد والشفاء من الأمراض،من خلال إخباري عن تجربتي الخاصة في الصلاة على النبي 1000 مرة، أحاول إيضاح الأثر الإيجابي الذي تحقق لي، وأدعو الجميع إلى التكثيف من هذه العبادة، خاصة في الأوقات الصعبة، حيث يزداد الحاجة إلى الطمأنينة الروحية،
تجربتي مع الصلاة على النبي 1000 مرة
يواجه العديد من الناس صعوبات نفسية وصحية، وتختلف تلك الصعوبات في درجاتها وأسبابها،ومن خلال تجربتي الشخصية، كنت أعاني من ألم نفسي شديد بسبب الحسد الذي تعرضت له من أشخاص يُفترض أنهم يحبونني،تلك المشاعر السلبية أدت إلى إصابتي بمرض عضال وهو السرطان، وقد كانت حالة العلاج شاقة للغاية،عرفت بفعل الحسد تأثيره المدمر، حيث عانيت من التقلبات النفسية حتى أن التوجه للصلاة أصبح صعباً.
خلال فترة من المعاناة، حضرت إحدى خطب الجمعة، وكان هناك ذكر حول الصلاة على النبي 1000 مرة، حيث قيل إن لها فوائد عظيمة قد تصل إلى حد المعجزات،كنت في تلك المرحلة أبحث عن وسيلة تساعدني في الشفاء من المرض، فقررت أن أسعى إلى الالتزام بها بنية الخلاص من الأذى الذي كنت فيه.
وبعد أن بدأت في إكثار الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بدأت أشعر بتحسن تدريجي في حالتي النفسية والجسدية، حيث بدأت آثار الحزن والألم تختفي بفضل ذكر الله،وبكل يقين كان إيماني بالله يدفعني للاستمرار، وعندما جاء الفرج وشفاني من هذا المرض الخطير، شعرت بحاجة ماسة لمشاركة تجربتي مع الآخرين، لأوفي النبي حقه في الذكر.
رغم أن حالتي النفسية كانت في ذلك الحين غير مستقرة، مما جعل بدء أي برنامج علاجي أمراً صعباً، أخبرت أمي بأهمية الصلاة على النبي، فقالت لي إنها عند قولها 100 مرة كانت تشعر بالراحة والهدوء وكذلك تنبهت لأهمية تلك الأحاديث النبوية الشريفة،وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم
“من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى اللَّهُ عليهِ عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنهُ عَشرُ خطيئاتٍ، ورُفِعَت لَهُ عشرُ درجاتٍ” [رواه أنس بن مالك].
كلام والدتي حول الصلاة على النبي شجعني على الإسراع في البدء في الصلاة عليه 1000 مرة يومياً،بدأت أشعر بتحسن واضح في حالتي النفسية، وكان الله بجانبي في كل خطوة أضيئها،كان لمحاولاتي المتعددة بالتوجه لله والدعاء تأثيراً إيجابياً في الشفاء التدريجي من المرض.
كما ذكر الإمام السخاوي عن أبي عبد الرحمن المُقري، قال حضرت شخصاً من الصالحين في ساعة احتضاره، وقد وجدت تحت رأسه ورقة مكتوب فيها «براءة لفلان من النار».
وعندما سألوا عائلته عن عمله، قالوا كان إذا جاء يوم الجمعة، صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ألف مرة، لذا أكد الإمام الشافعي على أهمية ذلك
«يستحب الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل يوم، ويزداد الاستحباب أكثر في يوم الجمعة وليلتها».
أما بالنسبة لفضل الصلاة على النبي في يوم الجمعة، فهو يوم مبارك يُستحب فيه الإكثار من ذكر النبي، لما يحمله هذا اليوم من معاني جميلة تتعلق بالبركة والرحمة، ومن الأمور التي تزيد من فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
- تعمل على إحياء القلب وإبعاده عن الكسل.
- تساهم في تحرير المسلم من البخل.
- تزيد من فرص الرزق والبركات.
- تفتح أبواب الرحمة أمام المؤمن.
- ترفع من درجات المصلي.
- تكون كافية لرفع الهموم والآلام.
- تغفر للعبد العديد من السيئات.
- تُعزز من رتبة المسلم عند النبي.
- تساعد على دفع الفقر.
- تؤكد على عرض اسم المصلي أمام النبي.
- تُحقق أماني العبد في الدارين.
- تجعله محاطاً برحمة الملائكة.
وأيضاً عبر الأحاديث التي تناقلها رجال الدين، يتبين لنا فضل الصلاة على النبي وكيفية الحصول على الثواب من خلال صيغ مختلفة للصلاة عليه،جاء في حديث الله سبحانه وتعالى (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [سورة الأحزاب: الآية56].
من بين الصيغ الشائعة للصلاة على النبي، نجد الصلاة الإبراهيمية التي يُفضل استخدامها كما جاء في الحديث، وهي «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».
أيضاً، عبر الأحاديث نجد عن أهمية الصلاة على النبي، مثل الحديث الذي رواه عبد الله بن الطفيل عن أُبَيِّ بن كَعْب، حيث سأله «ما شِئْتَ»،كان يحثه على المداومة على الصلاة عليه، مما يدل على أهمية الإكثار منها.
مما يستحق الذكر أيضاً ، ما روي عن أبي هريرة عندما قال
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- “رَغِمَ أَنْفُ رجلٍ ذُكِرْتُ عندَه؛ فلم يُصَلِّ عَلَيَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ، ثم انسلخ قبل أن يُغْفَرَ له، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ أدرك عنده أبواه الكِبَرَ، أو أحدُهما، فلم يُدْخِلاه الجنةَ”.
تعد الصلاة على النبي رمزا للرحمة، فإذا قضيت وقتك في الإكثار من ذكرها، فسوف تُفتح لك أبواب الرحمة والمغفرة، فلا تتردد في ترديدها أينما استطعت.
0 تعليق