تحت يافطة “ذاكرة الضوء”، أطلقت الشاعرة والفنانة المغربية عائشة بلحاج أول معرض تشكيلي فردي لها بقاعة محمد السرغيني في تطوان، وهو معرض نظمته المديرية الإقليمية للثقافة ويمثل “اكتشاف فنانة تشكيلية ناضجة في الشاعرة والكاتبة المغربية، التي يعرف عنها انشغالها بالطبيعة وهموم الإنسان”.

يبرز هذا المعرض جانبا آخر من الشخصية الفنية لبلحاج التي أصدرت أربعة دواوين شعرية، آخرها “ذهب أجسادهن” الذي صدر ضمن سلسلة “إشراقات” بإشراف من الشاعر أدونيس، متناولا موضوعات الحب والوحدة والتأمل في علاقة الذات بالعالم والطبيعة، فضلا عن كتاب رحلات حازت به “جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة”، البارزة في المشهد الأدبي العربي.

وفي كتيّب المعرض، وصف الشاعر اللبناني عيسى مخلوف تجربة عائشة بلحاج الفنية بقول: “لا تكتفي بلحاج بتصوير الواقع، بل تأخذنا ريشتها إلى فضاءات أوسع في اللون والشكل، مستلهمة من توازنات الطبيعة لتخلق انطباعات تتجاوز المحاكاة”.

الفنان التشكيلي حسن الشاعر أثنى بدوره في كلمته الافتتاحية لمعرض تطوان على “حساسية بلحاج العالية في استخدام الألوان”، مضيفا أن “لوحاتها تكشف عن أعماق وتجليات جديدة”، بفن “يجسد تمازجًا بين الداخل والخارج، ويتيح قراءة متعددة لرموز الطبيعة، عبر منظور غامض ومتسام، يقدم تجربة بصرية تمتزج فيها الطبقات الشفافة مع الضوء، لتخلق العالم من جديد في لوحات الفنانة والشاعرة”.

الفنانة عائشة بلحاج ذكرت من جهتها أنها استلهمت لوحاتها من “رحلاتها في الطبيعة والجبال” حيث “تعرفت على أسرار الغابة بتفاصيلها العفوية وحياتها النابضة”، حين “يصبح الضوء والعتمة رمزًا للحياة والمصير”، كما “عكست هذه التجربة الفريدة العلاقة بين الإنسان والطبيعة ككائن ينبض بالحياة والألوان، بعيدًا عن محاكاة الألوان والكلمات”.