أولى ضحايا الذكاء الاصطناعي بدأت الشركات حول العالم تدرك أثر الذكاء الاصطناعي على أساليب إدارة الأعمال وتغير الأسواق، ومع هذا التحول تسعى شركة “Chegg” التعليمية جاهدة لتفادي أن تصبح أحد ضحايا هذه الثورة. “Chegg” التي كانت لعقد من الزمن مصدرًا معتمدًا لدى الطلاب للحصول على الدعم في واجباتهم الدراسية شهدت نموًا في قاعدة مستخدميها أثناء الجائحة نتيجة تزايد الطلب على التعليم الافتراضي، مما انعكس بارتفاع كبير في قيمة أسهمها.

أولى ضحايا الذكاء الاصطناعي

بعد إطلاق “ChatGPT“، توفرت للطلاب وسيلة مجانية للحصول على الإجابات التي كانت “Chegg” تقدمها عبر نظام الاشتراكات، حيث أدى ذلك إلى إلغاء آلاف الطلاب لاشتراكاتهم والاتجاه نحو استخدام منصات الذكاء الاصطناعي للحصول على حلول فورية، وأفادت التقارير بأن “Chegg” خسرت أكثر من نصف مليون مشترك منذ ظهور “ChatGPT”، مما أدى إلى هبوط قيمة أسهمها بنحو 99% منذ أوائل 2021، ما تسبب بخسارة تقارب 14.5 مليار دولار من قيمتها السوقية. ويعبر بعض المحللين عن قلقهم إزاء قدرة الشركة على الاستمرار في تحقيق الإيرادات التي تمكنها من سداد ديونها المتراكمة.

استجابة “Chegg” عبر تطوير منتجات الذكاء الاصطناعي

في محاولة لمواجهة التراجع، قدمت “Chegg” منتجات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، غير أن إقناع العملاء والمستثمرين بقيمتها في السوق ظلّ تحديًا كبيرًا. وتشير استطلاعات بنك “Needham” إلى تراجع في نسبة الطلاب الجامعيين الذين يعتزمون استخدام خدمات “Chegg” لتصل إلى 30% مقارنة بـ 62% يفضلون “ChatGPT”، ويرى محللو “Needham” أن تأثير الذكاء الاصطناعي على إيرادات “Chegg” هو تحول هيكلي وليس مؤقتًا، ما يجعل الحاجة إلى الابتكار والاستجابة السريعة أمرًا بالغ الأهمية.

محاولة لإنقاذ “Chegg” من الانهيار

في 2022، اجتمع الرئيس التنفيذي لـ “Chegg” دان روزنسويغ مع سام ألتمان من شركة “OpenAI”، واتفقا على إطلاق مشروع “Cheggmate” الذي يجمع بين مستودعات بيانات “Chegg” ومهارات GPT-4 لتقديم إجابات فورية للطلاب وإنشاء اختبارات مخصصة، ومع بدء اختبار Cheggmate أشار روزنسويغ إلى أن “ChatGPT” استمر في تقليص عدد المشتركين. بعد تراجع قيمة السهم، استقال روزنسويغ من منصبه في يونيو 2024، ليخلفه ناثان شولتز الذي اتخذ قرارات حاسمة منها تقليص العمالة بنسبة 25% والتركيز على التوسع الدولي.