حرب بلا أفق.. استراتيجية إسرائيلية محفوفة بالمخاطر في لبنان

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
7

خلال الأيام الأخيرة شهدت الحرب المستمرة منذ 11 شهرًا بين إسرائيل وحزب الله تصعيدًا حادًا وغير مسبوق. 

وبدأت الأحداث الثلاثاء بانفجار أجهزة “البيجر” تبعها الأربعاء تفجير أجهزة اللاسلكي، واشتدت حدة القصف الخميس، ثم جاءت ضربة كبرى الجمعة 20 سبتمبر 2024 عندما استهدفت إسرائيل ضاحية جنوب بيروت بضربات جوية كثيفة في هجوم أسقط قادة بارزين بالحزب. 

مستوى خطير من التصعيد

الصراع بين إسرائيل وحزب الله كان في السابق يتسم بانخفاض المستوى، مقتصرًا على مناوشات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، لكن هذا التصعيد الأخير يُظهر أن إسرائيل غيرت استراتيجيتها، فصارت تشن هجمات أكثر قوة على أمل دفع حزب الله للتراجع. 

إلا أن هذا التحول يحمل خطرًا كبيرًا، إذ قد يجر الحزب إلى ردود فعل أشد عدوانية، مما قد يُفضي إلى حرب برية شاملة، بحسب تحليل لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية. 

هجمات متتالية

شنت إسرائيل هجمات أدت إلى تعطيل أجهزة الاتصالات والتواصل اللاسلكي، الخاصة بحزب الله، ما أدى إلى تدمير مئات، إن لم يكن آلاف، من هذه الأجهزة، كما كثّفت غاراتها الجوية على جنوب لبنان بشكل غير مسبوق. 

والجمعة، استهدفت العاصمة بيروت لأول مرة منذ يوليو، ما أدى إلى مقتل القائد عسكري الكبير في حزب الله، إبراهيم عقيل، وعدد من مرافقيه، وفقًا للمصادر الإسرائيلية، وسقط مبنيين جراء الهجمات حسب تصريحات المسؤولين اللبنانيين.

ورغم التصعيد الكبير، لم تتغير موازين الصراع بين الجانبين بشكل جذري حتى مساء الجمعة، فالضربات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بحزب الله وخلقت حالة من الذعر في المجتمع اللبناني، لكنها لم تنجح بعد في إجبار الحزب على التراجع عن مواقفه.

توعد حزب الله

رد حزب الله بشن هجمات صاروخية قصيرة المدى على شمال إسرائيل بعد ساعات من خطاب زعيمه حسن نصر الله، الذي أكد فيه استمرار القتال حتى توقف إسرائيل عملياتها في غزة، التي بدأت بعد هجمات دموية نفذتها حماس في أكتوبر، لكن الضربات التي نفذها حزب الله هذا الأسبوع تبدو كجزء من سلسلة هجمات متبادلة لم تتغير طبيعتها منذ 11 شهرًا أي أنها ليست تصعيد خطير بل استمرار لنهج مطرد. 

وعد حزب الله بالرد على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت أجهزة الاتصالات وأدت إلى مقتل 37 شخصًا على الأقل وإصابة الآلاف. لكنه لم يحدد موعدًا واضحًا لهذا الرد، مما قد يشير إلى أن الحزب ما زال يقيم خسائره بعد أن أُصيب العديد من مقاتليه.

ومن جانبها، أعلنت إسرائيل أن الصراع دخل مرحلة جديدة. وزير الدفاع يوآف غالانت صرّح يوم الخميس بأن حزب الله “سيدفع ثمنًا متزايدًا مع مرور الوقت”، لكنه تجنب الحديث عن أي خطط لغزو بري لجنوب لبنان. ورغم أن إسرائيل نقلت فرقة من المظليين إلى الشمال، لا يبدو أن هناك نية فورية لشن هجوم بري واسع، بينما تواصل القوات الجوية وأجهزة الاستخبارات تصعيد هجماتها.

هل من نهاية تلوح في الأفق؟ 

في هذه اللحظة، يبدو أن حربي إسرائيل مع حزب الله وغزة دخلتا حالة من الجمود؛ إذ من غير المرجح أن يهدأ التوتر مع حزب الله ما لم تُبرم هدنة في غزة، إلا أن المحادثات لتحقيق هذه الهدنة توقفت بسبب نقاط الخلاف  بين إسرائيل وحماس

ومن الناحية العسكرية، لا تبدو نهاية الصراع قريبة في أي من الجبهتين، ورغم التصعيد الأخير، فإن إسرائيل لا تزال بعيدة عن توجيه ضربة حاسمة لحزب الله، كما فشلت في تحقيق نصر عسكري في غزة، ولا تزال حماس تحتفظ بعشرات الرهائن في المناطق التي تسيطر عليها، هذه العوامل تجعل إسرائيل غير قادرة على إعلان النصر في أي من الصراعين حتى الآن.

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق