إن الرغبة الشديدة في تناول السكر تجربة شائعة في كل مكان تقريبًا، وقد يكون من الصعب مقاومتها بشكل مدهش. سواء كنت تتناول قطعة من الشوكولاتة بعد تناول وجبة أو تقاوم الرغبة في تناول وجبة خفيفة سكرية في منتصف فترة ما بعد الظهر، فمن الواضح أن الرغبة في تناول الحلويات مستمرة، ولكن لماذا نشتاق إلى تناول السكر، والأهم من ذلك، كيف يمكننا التحكم في هذه الرغبة الشديدة؟

لفهم العلم وراء الرغبة الشديدة في تناول السكر وكيفية التحكم بها، تفاعلت OnlyMyHealth مع رشما ناكتي، أخصائية التغذية السريرية وخبيرة إنقاص الوزن، مومباي. حسب ما رصد موقع تحيا مصر 

العلم وراء الرغبة الشديدة في تناول السكر

هناك العديد من العوامل التي تساهم في الرغبة الشديدة في تناول السكر، والتي تتراوح من التأثيرات البيولوجية إلى العاطفية. ووفقًا لرشما ناكتي، "يلعب الدماغ دورًا حاسمًا في تنظيم توازن الطاقة. وقد أظهرت بعض الدراسات البشرية زيادة تفضيل الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات لدى الأشخاص الذين يبلغون عن تعرضهم لقدر أكبر من التوتر". وغالبًا ما يؤدي هذا الارتباط بين التوتر والرغبة الشديدة في تناول السكر إلى لجوء الأشخاص إلى الأطعمة السكرية في اللحظات الصعبة.

إن نظام المكافأة في المخ يلعب دوراً رئيسياً في الرغبة الشديدة في تناول السكر. حيث ينشط السكر إطلاق الدوبامين، وهو الناقل العصبي المسؤول عن الشعور بالسعادة، مما يوفر اندفاعاً من المتعة يعزز سلوك تناول الأطعمة الحلوة. ومع مرور الوقت، يبدأ المخ في ربط السكر بهذه المتعة، مما يؤدي إلى الرغبة الشديدة في تناول السكر، وخاصة عندما نشعر بالاكتئاب أو التوتر.

قد استكشفت الدراسة التغيرات الكيميائية العصبية في القوارض أثناء تطور السمنة، مسلطة الضوء على تأثير الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون والسكر على دوائر المكافأة والاستجابة للتوتر. ويوضح ناكتي: "أظهرت الدراسة أن مثل هذا النظام الغذائي يؤدي إلى تغييرات في النواقل العصبية المشاركة في التقييم اللذيذ للأطعمة، وهو ما يشير إلى قدرة الأطعمة الغنية بالدهون و/أو السكر على الإدمان.

تلعب الهرمونات مثل الأنسولين والغريلين أيضًا دورًا مهمًا. بعد تناول السكر، يتم إطلاق الأنسولين للمساعدة في امتصاص الجلوكوز. ومع ذلك، فإن تناول كميات كبيرة من السكر يسبب ارتفاعًا في الأنسولين، يتبعه انخفاض سريع في نسبة السكر في الدم، مما يؤدي إلى المزيد من الرغبة الشديدة في تناول السكر. يمكن أن يزيد هرمون الغريلين، "هرمون الجوع"، قبل الوجبات، وخاصة بعد تناول السكر بشكل متكرر، مما يدرب الجسم على توقع المزيد من السكر عند الجوع.