تعتزم حكومة الكونغو الديمقراطية اتخاذ إجراءات صارمة ضد الشركات التي تشتري المعادن التي يتم استخراجها من مناطق الصراع في شرق البلاد بطرق غير مشروعة، حيث يتم تهريبها لتمويل أحد أسوأ الصراعات في العالم.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن الكونغو الديمقراطية تحقق بالفعل مع شركة الإلكترونيات الأمريكية العملاقة آبل بتهمة ارتباط مشترياتها من معادن مثل القصدير وتانتالوم والذهب بالعنف القائم في الكونغو، والتي تم تهريبها عبر رواندا المجاورة، في حين قالت وزيرة الخارجية الكونغولية تريز كايكوامبا واجنر إن الحكومة تحقق حاليا مع شركات أخرى.

كانت كايكوامبا قد صرحت في مقابلة في نيويورك خلال الشهر الماضي "نحن نأخذ خطوة إلى الوراء وننظر إلى الصورة الأكبر لما يعنيه هذا فيما يتعلق بسلاسل التوريد، وما يعنيه هذا بالنسبة للشركات التي قد تكون مرتبطة بالمساهمة في زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.. هناك إجراءات قانونية تجري دراستها، لكنني لن أكشف مزيدا من المعلومات".

يذكر أن شرق الكونغو غنية بالمعادن التي تستخدم حصيلة بيعها في تغذية الصراع المستمر منذ حوالي 3 عقود، منذ انتهاء الحرب الأهلية التي شهدت مذابح مروعة في رواندا المجاورة. وتعتبر منطقة شرق الكونغو أغنى منطقة في العالم بمعدن التانتلوم المستخدم في صناعة الأجهزة الإلكترونية المحمولة.

وقالت وزيرة الخارجية إن تهريب المعادن من شرق البلاد يكلفها مليارات الدولارات. وفي وقت سابق من العام الحالي استولت مجموعة متمردة معروفة باسم إم 23 على أكبر منجم تانتالوم في الكونغو وهو منجم روبايا.

ويقول خبراء من الكونغو والولايات المتحدة الأمم المتحدة إن رواندا أرسلت آلاف الجنود من قواتها إلى الكونغو لدعم جماعة إم 23 وهي واحدة من 100 ميليشيا مسلحة تنشط في شرق الكونغو ، في حين ترفض رواندا هذه الاتهامات.

وفي يوليو قالت مجموعة خبراء تابعة للأمم المتحدة إن المعادن المستخرجة من روبايا "غير صالحة قانونا للتداول" وفقا للقواعد المنظمة لتداول المعادن المرتبطة بالصراعات العنيفة. وقالت آبل في وقت سابق إنها فحصت سلاسل التوريد الخاصة بها ولم تجد أي ارتباط لها بالصراعات في الكونغو.