تستند مشروعات طاقة الرياح البرية في الاتحاد الأوروبي إلى دراسات جغرافية وفيزيائية سابقة تؤكد وفرة موارد الرياح، وظروف الطقس على نطاق واسع عبر دول الكتلة.
ورغم ذلك؛ فقد أظهرت دراسة تقييمية حديثة –حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن)- أن تقدير موارد طاقة الرياح البرية عبر دول الاتحاد أكبر بكثير من التقديرات السائدة، وتكاد تصل إلى الضعف.
ورجّح التقرير وصول إنتاج طاقة الرياح البرية في الاتحاد الأوروبي إلى 19 ألف تيراواط/ساعة من الكهرباء سنويًا، إذا استغلت كامل قدراتها على مستوى دول الكتلة.
ويزيد هذا التقدير بمقدار الضعف عن تقييم مماثل لموارد الرياح البرية في الاتحاد قبل 7 سنوات فقط؛ ما قد يمنح صناع السياسات معطيات جديدة لتوسعة خططهم للطاقة المتجددة خلال العقود المقبلة.
إمكانات طاقة الرياح البرية في الاتحاد الأوروبي
استندت الدراسة الصادرة عن مركز الأبحاث المشترك (JRC)، في تقديرات امكانات طاقة الرياح البرية في الاتحاد الأوروبي إلى عنصرين أساسين؛ الأول يتعلق باستعمال توربينات أكبر ذات كفاءة عالية بدلًا من التوربينات القديمة العاملة في أغلب القطاع.
بينما يركز العنصر الثاني على استغلال موارد الرياح وفق قواعد المسافات الدنيا من المباني؛ أي تركيبها بالقرب من المناطق السكنية أو المعمورة، وليس في مناطق بعيدة.
وبدأت عدة دول أوروبية بالفعل خلال السنوات الأخيرة، مثل بولندا وفنلندا، بنشر التوربينات بالقرب من المستوطنات أو المناطق المعمورة لتعزيز الاستفادة من موارد الرياح وزيادة القدرة التوليدية.
ورغم ذلك؛ فإن أغلب الباحثين ما زالوا يركزون على العنصر الأول؛ إذ يبلغ طول أغلب التوربينات العاملة في قطاع طاقة الرياح البرية بالاتحاد الأوروبي منذ عام 2018 قرابة 80 مترًا.
ويعتقد الباحثون أن استبدال هذه التوربينات بأخرى يصل ارتفاعها إلى 100 متر، يمكنه أن يزيد من قدرة الاستغلال لموارد الرياح.
كما تقدر رابطة صناعة الرياح الأوروبية أن استبدال التوربينات الحديثة الأكثر كفاءة، بالتوربينات القديمة الأقل كفاءة، يمكنه أن يقلل عدد مزرعة الرياح بنسبة 25%، ويزيد من إنتاجها بأكثر من 3 مرات.
خريطة موارد الرياح البرية بالدول
قدرت دراسة المركز التابع للمفوضية الأوروبية إنتاج الكهرباء المحتمل لموارد طاقة الرياح البرية في فرنسا -بالمرتبة الأولى- بنحو 3292 تيراواط/ساعة سنويًا.
بينما قيمت الدراسة إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح البرية في إسبانيا -بالمركز الثاني- بنحو 2846 تيراواط/ساعة سنويًا، إذا نجحت البلاد في استغلال كامل مواردها وفقًا للشروط المشار إليها.
وهذا يعني إمكانات طاقة الرياح البرية في فرنسا وإسبانيا فقط، كافية لتلبية الطلب المتوقع على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2050، والذي يبلغ قرابة 4 آلاف تيراواط/ساعة سنويًا.
ورغم ذلك؛ فقد توصلت الدراسة إلى أن التوزيع الجغرافي لموارد الرياح البرية غير متكافئ في جميع أنحاء أوروبا، حيث تأتي دول الشمال الأوروبي، وفرنسا وإسبانيا وبولندا ورومانيا في مراكز متقدمة.
بينما تتأخر ألمانيا إلى المركز السابع على مستوى الاتحاد والتاسع على مستوى أوروبا، بإمكانات مقدرة لا تتجاوز 1000 تيراواط/ساعة سنويًا.
وتمتلك ألمانيا أكبر قدرة لطاقة الرياح على مستوى الاتحاد الأوروبي حاليًا؛ ما يتطلّب التفكير في سياسات استغلال عابرة للحدود لتعزيز التكامل بين الدول ذات الوفرة الأعلى والأقل، بحسب الدراسة المنشورة على موقع المفوضية الأوروبية.
وفيما يلي أكبر 10 دول في أوروبا من حيث القدرات المحتملة لطاقة الرياح البرية:
- فرنسا: 3292 تيراواط/ساعة سنويًا.
- إسبانيا: 2846 تيراواط/ساعة سنويًا.
- النرويج: 1999 تيراواط/ساعة سنويًا.
- السويد: 1882 تيراواط/ساعة سنويًا.
- فنلندا: 1442 تيراواط/ساعة سنويًا.
- بولندا: 1612 تيراواط/ساعة سنويًا.
- رومانيا: 1404 تيراواط/ساعة سنويًا.
- أيسنلدا: 1203 تيراواط/ساعة سنويًا.
- ألمانيا: 1022 تيراواط/ساعة سنويًا.
- المملكة المتحدة: 1022 تيراواط/ساعة سنويًا.
على الجانب الآخر، تشير البيانات إلى أن قبرص واليونان والدنمارك هي أقل الدول من حيث قدرات طاقة الرياح البرية المحتملة على مستوى أوروبا والاتحاد، كما هو موضّح أدناه:
- قبرص: 12 تيراواط/ساعة سنويًا.
- اليونان: 129 تيراواط/ساعة سنويًا.
- الدنمارك: 132 تيراواط/ساعة سنويًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
0 تعليق