توقعات بنمو سوق المضخات الحرارية رغم تحديات 2024

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد سنوات من النمو السريع، واجهت سوق المضخات الحرارية تحديات غير مسبوقة في 2024، مع تراجع الطلب في العديد من الأسواق الكبرى، متأثرًا بتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي وانخفاض أسعار الغاز والتقلبات السياسية.

ومع ذلك، يبدو أن بعض الأسواق بدأت في استعادة توازنها؛ إذ واصلت مبيعات المضخات في الصين تحقيق نمو استثنائي، لترسخ موقعها بصفتها أكبر سوق عالمية، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

فقد شهد النصف الأول من 2024 ارتفاعًا في المبيعات بنسبة 13%، مدعومًا بسياسات حكومية طموحة تسعى للوصول إلى الحياد الكربوني قبل 2060.

وانخفضت المبيعات في السوق الأميركية (ثاني أكبر سوق) والأوروبية (ثالث أكبر سوق) خلال النصف الأول من العام، بنسبة 1% و50% على التوالي.

على الجانب الآخر، تواجه سوق المضخات الحرارية في اليابان -رابع أكبر سوق- تحديات تعكس حالة من الركود؛ إذ ارتفعت المبيعات بنسبة لا تتجاوز 1% خلال النصف الأول من عام 2024؛ مدفوعًا بتراجع ثقة المستهلكين.

بوادر انتعاش سوق المضخات الحرارية

قد تكون سوق المضخات الحرارية على أعتاب انتعاشة جديدة، إذ تشير البيانات المبكرة إلى بوادر تعافٍ تدريجي في النصف الثاني من 2024، رغم أن البيانات النهائية لعام 2024 لم تصدر حتى الآن.

وقد يشكل ذلك نقطة تحول في المسار العالمي للمضخات، التي بلغت ذروتها في 2022 قبل أن تشهد تراجعًا حادًا في العام التالي.

وبحسب بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية، سجّلت المبيعات في أميركا ارتفاعًا ملحوظًا بعد الصيف بنسبة تقارب 15% بحلول نوفمبر/تشرين الثاني، لكنها لا تزال أقل من مستويات 2022 القياسية.

في حين تراجعت مبيعات المضخات الحرارية في ألمانيا بنسبة 50% خلال النصف الأول من 2024، لكن جمعية المضخات الحرارية الألمانية (BWP) تتوقع نموًا أكثر من 30% بحلول 2025 بفضل الحوافز والدعم الحكومي.

كما سجلت سوق المضخات الحرارية اليابانية نموًا بنسبة 5% بحلول ديسمبر/كانون الأول، لكنها لا تزال دون مستويات 2022.

جانب من تركيب المضخات الحرارية
جانب من تركيب المضخات الحرارية - الصورة من كول دافيس

سلاسل توريد المضخات الحرارية

على صعيد سلاسل التوريد، تتمتع المضخات الحرارية بميزة إستراتيجية مقارنة بالتقنيات الأخرى للطاقة النظيفة، إذ تُنتج غالبًا في الأسواق التي تُستهلك فيها؛ ما يقلل من الاعتماد على مراكز تصنيع محددة.

وفي عام 2023، صنعت الصين 40% من المضخات المبيعة عالميًا، متجاوزة إنتاج الاتحاد الأوروبي (15% من الإجمالي العالمي) والولايات المتحدة (20%) مجتمعين.

وخلال الوقت الذي شهدت فيه معظم الأسواق الأخرى نموًا طفيفًا في قدراتها الإنتاجية، قفزت القدرة الإنتاجية في الصين بأكثر من 10%، نتيجة ارتفاع الطلب المحلي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما امتدت الهيمنة الصينية إلى مكونات المضخات الحرارية الأساسية، إذ استحوذت على 95% من تصنيع الضواغط، إلى جانب 50% من القيمة المالية للضواغط المتداولة عالميًا.

وأشارت وكالة الطاقة الدولية إلى المزايا التنافسية التي تدفع نمو سوق المضخات الحرارية، والتي يكمن في التشابه الكبير بين عمليات تصنيعها وتلك الخاصة بمكيفات الهواء.

وتستفيد الصين -أكبر قوة إنتاجية في مجال التكييف عالميًا- من هذه الميزة، فهي تمتلك أكثر من 80% من القدرة التصنيعية لمكيفات الهواء عالميًا، مع فائض غير مستغل يصل إلى 40% في بعض المصانع.

عوامل تعزز القدرة التنافسية لتكاليف المضخات

أشار تقرير وكالة الطاقة الدولية إلى وجود عوامل أخرى تدعم الاستثمار في تصنيع المضخات الحرارية، مثل:

  • توافر المكونات بأسعار منخفضة.
  • توافر العمالة الماهرة.
  • بيئة سياسية مستقرة وداعمة.
  • وجود بنية تحتية مناسبة.
مصنع لإنتاج المضخات الحرارية
مصنع لإنتاج المضخات الحرارية - الصورة من أميتايم

كما أوضح أن التجارة العالمية في هذا القطاع محدودة؛ إذ لا يتجاوز حجم المضخات المتداولة عالميًا ربع إجمالي التركيبات، ويعود ذلك إلى اعتماد العديد من الأسواق على الإنتاج المحلي؛ نظرًا إلى خصوصية المعايير والبنية التحتية لكل منطقة.

والصين هي أكبر مصدر للمضخات:

  • بلغت صادراتها أكثر من 10 غيغاواط في 2023 (50% من إجمالي التجارة العالمية).
  • اتجه 75% من هذه الصادرات إلى أوروبا لتلبية الطلب المتزايد بين 2020 و2023.
  • تمثل صادرات الصين 25% فقط من الإنتاج، في حين تبقى 75% للسوق المحلية.

أما بالنسبة للتوقعات المستقبلية؛ فمن المتوقع أن تتضاعف التجارة الدولية للمضخات الحرارية بحلول 2035 وفقًا لسيناريو السياسات الحالية.

وستظل الولايات المتحدة واليابان أقل انخراطًا في التجارة الدولية، أما أوروبا فتعتمد على الواردات الصينية (25 غيغاواط بحلول 2035).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق