شهدت شحنات الغاز المسال العماني والأسترالي تغيرات غير معتادة في وجهتها، في ظل تفاقم أزمة الغاز الأوروبية، سواء على صعيد الأسعار أو الطلب المتزايد.

وخلال الأيام الماضية حُملت 3 ناقلات من سلطنة عمان وأستراليا باتجاه أوروبا، بالتزامن مع مستويات قياسية لأسعار الغاز وتراجع معدلات التخزين.

وتعدّ هذه الشحنات "نادرة" وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لبيانات تتبُّع السفن، بالنظر إلى اعتماد دول القارة العجوز على الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب قبل انتهاء تعاقده، بالإضافة إلى شحنات من وجهات أخرى.

وأدى ضغط الطلب الأوروبي إلى تغيير في خريطة الشراء، إذ اعتادت شحنات الغاز المسال العماني أن تتخذ من دول القارة الآسيوية وجهة لها، في حين عدّلت 6 شحنات أميركية وجهتها نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي.

شحنات الغاز المسال العماني والأسترالي

تتجه شحنات الغاز المسال العماني والأسترالي للتسليم في موانٍ أوروبية، بعد تحميلها وانطلاقها خلال شهر فبراير/شباط الجاري إلى الوجهات الآتي ذكرها:

1) تحميل الناقلة "غرينرجي بيرل Greenergy Pearl" من 1 إلى 3 فبراير/شباط الجاري، من السلطنة باتجاه محطة "فوس كافاو" الفرنسية.

2) تحميل الناقلة "صلالة" من 4 إلى 5 فبراير/شباط، من السلطنة باتجاه محطة "مرمرة إرغليسي" التركية.

3) تحميل الناقلة "إليسا أرديا" خلال 5 و6 فبراير/شباط، من أستراليا باتجاه محطة دونكيرك الفرنسية.

ويُشار إلى أن الناقلتين "غرينرجي بيرل، وصلالة" جرى تحميلهما من مجمع قلهات العماني، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ يوليو/تموز 2023، حسب معلومات نشرها موقع زاوية عن بيانات لتتبّع السفن.

واللافت للنظر أن السوق الأوروبية لم تكن وجهة جاذبة لشحنات سلطنة عمان خلال الآونة الأخيرة، إذ صدّرت مسقط ما يقرب من 12 مليون طن متري من الغاز المسال العام الماضي 2024، اتجهت غالبيتها إلى آسيا، باستثناء اقتناص الكويت ما بين شحنتين إلى ثلاث.

وسجلت صادرات الدولة الخليجية مستوى قياسيًا جديدًا العام الماضي، بنسبة زيادة تصل إلى 4.6%، إذ قُدِّرت بنحو 12.06 مليون طن، وفق بيانات تقرير "مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في 2024" السنوي الصادر عن وحدة أبحاث منصة الطاقة.

وتوصف الشحنات الأسترالية بأنها "نادرة" أيضًا، إذ تعدّ الأولى التي تتجه إلى أوروبا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

سوق الغاز الأوروبية

يأتي تغيير مسار الناقلات وإطلاق شحنات نادرة في محاولة لتلبية طلب سوق الغاز الأوروبية، المتعطشة للإمدادات مع انتهاء اتفاقية توريد الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى أوكرانيا مطلع العام الجاري.

وكانت 6 شحنات غاز مسال أميركية قد عدّلت مسارها في عرض البحر، خلال النصف الثاني من الشهر الماضي، لتتجه إلى موانٍ ومحطات أوروبية بدلًا من الأسواق الآسيوية.

وتوقّع محللون تزايُد شحنات الغاز المسال الفورية من سلطنة عمان وقطر إلى أوروبا خلال الآونة المقبلة، في حين تتراجع فرص الغاز المسال الأسترالي لصالح الأميركي.

ومن المأمول أن تسهم الشحنات النادرة، التي كانت متجهة إلى آسيا، في كبح الارتفاع الجنوني بأسعار الغاز.

ويسلّط الرسم التالي -من إعداد منصة الطاقة المتخصصة- الضوء على أبرز 10 أسواق مستوردة للغاز المسال في أوروبا، خلال 2024:

ورغم أن حركة الشحن البحري في البحر الأحمر تحاول التعافي من منع الحوثيين مرور السفن قبل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فإنه يبدو أن الأزمة في أوروبا عززت تغلُّب الناقلات على تقلّبات حركة الشحن.

وكانت أسعار الغاز الأوروبية قد قفزت إلى أعلى مستوياتها منذ عامين، اليوم (الإثنين 10 فبراير/شباط)، مسجلة 60.16 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة.

وبالتزامن مع ذلك، تراجعت مستويات التخزين في المرافق إلى 49%، ما يعمّق مخاوف الحاجة إلى إعادة ملئها خلال فصل الصيف، نظرًا لارتفاع أسعار العقود الآجلة أيضًا.

وتزامن توقُّف إمدادات الغاز من موسكو مع انخفاض حادّ في درجات حرارة عدد من دول القارة العجوز، ما رفع الطلب على الكهرباء والتدفئة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر: