«إبداع الموهوبين» عنوان تقدر تكتبه عن أبناء المحروسة مصر «أم الدنيا»، حيث هناك شباب من محافظة الإسماعيلية التي دائمًا ما تصدر أفضل المواهب الكروية في جميع أنحاء مصر، نجحوا في خطف أنظار رواد مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا»، من خلال إعلان قصير يروج لدورة كرة قدم رمضانية في مركز شباب البعالوة الصغرى، بمركز ومدينة التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية.

تم طرح الإعلان التشويقي للدورة الرمضانية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها ستقام في أجواء ريفية بسيطة، في إحدى القرى بمحافظة الإسماعيلية (130 كيلومتراً شرق القاهرة)، ولكنه نُفذ بتقنيات وأفكار إبداعية وفق متابعين.

ليس إعلانًا لفيلم سينمائي.. شاهد واستمتع مع الإبداع المصري، إعلان عن الدورة الرمضانية لعام 2025 في مركز شباب البعالوة الصغرى في محافظة الإسماعيلية، هكذا روج الشباب للفيديو الذي تم تصويره في 6 ساعات، وكأن كلمة 6 ساعات التي ارتبطت بخطاب الرئيس محمد أنور السادات عن حرب أكتوبر تعتبر كلمة السر في إنجازات وإبداعات المصريين.

الدورات الرمضانية، في قرى ريفية ومناطق شعبية بمصر تعد مصدر للتنفس الكروي لشباب المحروسة حيث يتم تنظيم منافسات كروية شعبية على مدار شهر رمضان الكريم.

وباتت الدورات الرمضانية أحد المظاهر التوراثية التي تميز شهر الصيام في مصر، خصوصاً بعد أن شهدت تطوراً في منافساتها وأجوائها لتضاهي البطولات الكبرى، حيث يرى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الفيديو التسويقي والتشويقي الذي نفذه الشباب الإسمعلاوي يضاحي بروموهات لبطولات أمم إفريقيا ومونديال الأندية، كما أن التطور في الدورات الرمضانية تم داخل المستطيل الأخضر، وذلك مع إدخال التقنيات الحديثة من بث مباشر للمباريات، ولوحة تبديلات إلكترونية، بالإضافة إلى الاستعانة بتقنية الفيديو «فار».

وجاء الإعلان التشويقي الخاص بالدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى، داعياً إلى متابعة حفل قرعة البطولة، يوم الجمعة المقبل.

موقع «بصراحة» سلط الضوء على فريق عمل الفيديو التشويقي للإعلان عن الدورة الرمضانية، والذي يستمر لـ 3 دقائق و29 ثانية، وقال أحمد صلاح البعلي، عضو اللجنة المنظمة للدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى: « لم أكن وحدي الذي قام بعمل الفيديو ولكن هناك فريق عمل كبير من الشباب وأنه يتوجه لهم جميعًا بكل الشكر على مجهودهم». 

وأضاف عبد الله محمد مخرج ومصور الفيديو، وعضو اللجنة المنظمة للدورة الرمضانية بمركز شباب البعالوة الصغرى: «التركيز كان منصبّاً على أن يحمل الفيديو القصير رسالة بأن الحارات الشعبية والملاعب الترابية في القرى تعد مصنعاً للمواهب الكروية، إذ أفرزت لاعبين كرة ذوي شهرة في مقدمتهم محمد صلاح وعمر مرموش».
 

وفجر مخرج الفيديو مفاجأة قائلا : « أنا ماليش في الكرة أوي.. لكني تفهمت أننا لا بد أن نوجه رسالة من خلال الفيديو بأن مصر مليانة مواهب ولذلك كانت الإشارة إلى أجواء شعبية من القرية، وتفاصيل الحياة اليومية، مثل حركة البيع والشراء، وجلسات المقاهي، على خلفية صوت إنشاد الراحل العربي فرحان البلبيسي، أحد أشهر المنشدين في مصر».

وأكمل عبد الله محمد: «تم الانتقال من مشاهد حركة البيع والشراء والمقاهي إلى مشهد خاص بكرة القدم، وتحدي بين طفلين ثم إلى رهان على مباراة كرة قدم، والتشجيع الحماسي من جماهير الدراويش والمعروفين بحبهم الشديد لكرة القدم».

وكان علم النادي الإسماعيلي، «برازيل الكرة المصرية» حاضرًا في التشجيع الحماسي، وكأن أيضا ملازماً لعلم الدراويش علم أخر يحظى بحب شديد لدى كل المصريين وهو  «العَلَم الفلسطيني» الذي ظهر في أيدي المشجعين وعلى أكتافهم، ومرسومًا على جدران البيوت وكأنه رسالة أخرى للعالم كله من داخل محافظة الإسماعيلية التي وقفت ضد الاحتلال الصهيوني في أوقات عاصفة.

لم يتوقف إبداع الشباب المصري عند هذا الحد في هذا الفيديو التشويقي حيث تضمن لمسة وفاء من خلال مشهداً يظهر فيه «بوستر» للراحل إيهاب جلال، المدير الفني للإسماعيلي ومدرب منتخب مصر الأسبق، مع عبارة: «في الجنة يا إيهاب».

وفي مشهد درامي يظهر فيه «بوستر» للراحل إيهاب جلال يخطف أنظار المشجعين واللاعبين وكل من في الفيديو وكأنهم يرددون من داخل قلوبهم رحمة الله عليك يا كابتن إيهاب، وهو ما يؤكد أن فريق عمل الفيديو التشويقي يقدمون عمل احترافي وإبداعي في تصويره وإخراجه ومونتاجه، بأبسط الإمكانات.