تعوّل السنغال على مشروع تورتو أحميم الكبير لحل أزمة الكهرباء من خلال استغلال الغاز المُستخرج في تغذية محطة مخطط لها بقدرة 230 ميغاواط.
ويُعدّ مشروع تورتو أحميم الكبير للغاز المسال الأكبر في محفظة شركة النفط البريطانية بي بي، وأحد أعمق مشروعات تطوير الغاز في أفريقيا.
ويحتوي حقل تورتو أحميم الكبير على أعمق بنية تحتية تحت سطح البحر في أفريقيا مع آبار في أعماق المياه تصل إلى 2850 مترًا، وفقًا لقاعدة بيانات حقول النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُعدّ شركة بي بي مشغل حقل تورتو أحميم الكبير، بحصّة تبلغ 56%، إلى جانب شركة كوزموس إنرجي الأميركية بحصّة 27%، وشركة النفط الوطنية السنغالية "بتروسين" بحصّة 10%، والشركة الموريتانية للهيدروكربونات (SMH) بحصّة 7%.
قرب التشغيل التجاري
عبّر نائب رئيس شركة بي بي، الرئيس القُطْري للشركة في السنغال ماسير سيسيه، عن سعادته بقرب موعد التشغيل التجاري الكامل لمشروع تورتو أحميم الكبير للغاز خلال الربع الثاني من العام الجاري (2025).
وتوقع سيسيه -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة على هامش مشاركته في مؤتمر ومعرض مصر للطاقة (إيجبس) 2025- أن تصل القدرة الإنتاجية بعد تطوير المرحلة الأولى من المشروع إلى نحو 2.3 مليون طن من الغاز المسال سنويًا لأكثر من 20 عامًا.
وأشار سيسيه إلى أن الغاز قد بدأ التدفق من الآبار في المرحلة الأولى من مشروع تورتو أحميم للغاز المسال إلى سفينة التخزين والتفريغ العائمة في 31 ديسمبر/كانون الأول (2024)؛ استعدادًا للمرحلة التالية من التشغيل.

ويتدفق الغاز إلى وحدة التخزين والتفريغ العائمة على بُعد نحو 40 كيلومترًا من الشاطئ، حيث يجري تخليصه من الماء والمكثفات والشوائب، قبل نقله عبر خط الأنابيب إلى سفينة الغاز المسال العائمة "جيمي".
التغلّب على التحديات
قال الرئيس القُطْري لشركة بي بي في السنغال: "واجهتنا الكثير من التحديات، سواء على المستوى الفني أو بصفة عامة، وكان لتفشّي وباء كوفيد-19 تأثير سلبي بالغ للغاية في المشروع".
وأضاف أن بي بي نجحت في التغلب على جميع التحديات التي واجهت مشروع تورتو أحميم بالعمل مع شركائها في السنغال وموريتانيا حتى بدء تدفق الغاز بنجاح خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتابع أن بي بي تلقت الدعم الكامل من حكومتَي السنغال وموريتانيا خلال الأعوام الماضية، ودخلت في شراكات قوية مع البلديين
يُذكر أن شركة بي بي كانت قد بدأت العمل في المشروع منذ 6 أعوام، وبلغت تكلفة نحو 7.5 مليار دولار، ويُقدّر إجمالي موارد الغاز في الحقل بنحو 15 تريليون قدم مكعّبة.
وأكد سيسيه أن المشروع سيُسهم في دعم الاقتصادَيْن السنغالي والموريتاني من خلال توفير إيرادات إضافية، وتعزيز استقلال البلدَيْن في مجال الطاقة، ولا سيما فيما يتعلق بتوفير الغاز للاستهلاك المنزلي.
واستطرد قائلًا: "نحن نركّز في الوقت الحالي على بدء الإنتاج بصورة آمنة، ولكننا نتطلّع إلى مزيد من التطوير خلال الأعوام القليلة المقبلة وفقًا للموارد المتاحة".
طموحات كبرى
أكد نائب رئيس شركة بي بي، الرئيس القُطْري للشركة في السنغال ماسير سيسيه -خلال تصريحاته إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن السنغال وموريتانيا لديهما طموحات كبرى لتحقيق الريادة الإقليمية في الغاز الطبيعي والغاز المسال.
وأشار إلى أن الإنجاز الكبير الذي تحقّق للبلدَيْن في مشروع تورتو أحميم الكبير وضعهما بقوة على خريطة الدول المصدرة للغاز المسال.
ولفت إلى أن السنغال أصبح لديها فرص أكبر لجذب الاستثمارات إلى قطاع الغاز ليصبح مركزًا إقليميًا للتصدير.

وتستهدف المرحلة الأولى من تطوير مشروع تورتو أحميم إنتاج نحو 2.5 مليون طن سنويًا من الغاز المسال، على أن يرتفع إلى 5 ملايين طن سنويًا خلال المرحلة الثانية، ويصل إلى 10 ملايين طن سنويًا بعد إكمال جميع المراحل الـ3 للمشروع.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق