رد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، على دراسة أمريكية حذرت من خطر انهيار نحو 7 آلاف عقار في مدينة الإسكندرية الساحلية، حيث أوضحت الدراسة أن تغير المناخ والتطوير غير المدروس للشريط الساحلي يسهمان بشكل متزايد في تفاقم عوامل الخطر.

الدكتور عباس شراقي عن أسباب انهيار بعض المباني في الإسكندرية

في توضيحه، تناول الدكتور الدكتور عباس شراقي أسباب انهيار بعض المباني في الإسكندرية، عبر منشور على صفحته الرسمية على فيس بوك تحت عنوان “محاولة تعميم أسباب انهيار بعض المباني بالإسكندرية”. وأشار إلى أن الانهيارات غالبًا ما تحدث في المباني العشوائية القديمة أو الحديثة المخالِفة التي صدرت بحقها قرارات إزالة أو ترميم لم تُنفذ لأسباب عدة، أبرزها اقتصادية.

وأوضح الدكتور عباس شراقي أن معظم المباني التي شهدت انهيارات كانت بسيطة ومتكونة من عدة طوابق، مستثنيًا حالة مبنى سيدي بشر الذي انهار في يونيو 2023. وأرجع السبب في هذه الحادثة إلى إزالة أعمدة من الدور الأرضي وبناء طابق إضافي بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى عدم الالتزام بقرار ترميم سابق.

عدد سكان مدينة الإسكندرية يبلغ نحو 6 ملايين نسمة، وتواجه المدينة مشكلة تتعلق بانهيار بعض الأبنية. يعود هذا التحدي إلى الطابع العريق للمدينة واحتضانها لآلاف المباني التي يتجاوز عمرها 100 عام، مما يجعل الكثير منها بحاجة إلى الترميم أو الإزالة. بالإضافة إلى ذلك، تتداخل عوامل أخرى مثل الفساد بين بعض الملاك والمستأجرين في العقود القديمة، بجانب تقاعس المحليات عن تطبيق القرارات المتعلقة بالمخالفات، الأمر الذي ساهم في تفاقم مشكلة انهيار المباني.

دراسة أمريكية جديدة تحذر من خطر الانهيارات في الإسكندرية

أشارت دراسة حديثة إلى محاولة ربط ظاهرة الانهيارات في مدينة الإسكندرية، التي تُعد في الأساس نتيجة لأسباب بشرية معلومة للجميع، بعوامل طبيعية مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، تسرب مياهه إلى الأرض، زيادة ملوحة التربة في مناطق شمال الدلتا، تآكل الشواطئ بشكل متزايد، ومنع وصول ترسيبات طمي النيل إلى البحر، بالإضافة إلى الهبوط التدريجي لدلتا النيل. وبينما تُعتبر هذه العوامل حقائق علمية ترتبط بمنطقة شمال الدلتا عموماً، ترى الدراسة أن هذه الظواهر قد تم تضخيمها، مما يثير التساؤل: لماذا لا تظهر نفس المشاكل في المدن الساحلية الأخرى بمصر أو حتى عبر مئات المدن في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا المطلة على البحر المتوسط إذا كانت الظواهر الجغرافية والتغيرات المناخية السبب الرئيسي وراء ذلك؟

الدكتور عباس شراقي الإسكندرية بحاجة إلى تعزيز الرقابة

واختتم الدكتور عباس شراقيقائلاً إن الإسكندرية بحاجة إلى تعزيز الرقابة على الالتزام بالمواصفات الهندسية وفقًا للتراخيص، مع ضرورة مراجعة المباني المخالفة والإسراع في تنفيذ أعمال الترميم، أو إزالة المباني إذا لزم الأمر. كما دعا إلى إنشاء منطقة سكنية مؤقتة يتم استخدامها من قبل المتضررين حتى استكمال الترميم أو البناء، بالإضافة إلى مراجعة وتصحيح قانون الإيجارات القديمة على مستوى مصر بالكامل.