رأت شركة النفط البريطانية "بي بي" أن سياساتها بشأن الحياد الكربوني لم يحالفها الصواب، وفق متابعات قطاع الشركات العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويمثّل تراجع الشركة عن استثمارات الطاقة الخضراء تحولًا دراماتيكيًا في إستراتيجيتها المعلَنة من رئيسها السابق برنارد لوني في عام 2022 الذي أُطيح يه من منصبه خلال عام 2023، بعد إخفاقه في الكشف عن العلاقات الشخصية مع زملائه.
وقرّرت "بي بي" خفض إنفاقها على مصادر الطاقة المتجددة، بواقع 5 مليارات دولار سنويًا، بما في ذلك تطوير منصات الرياح البحرية والطاقة الشمسية.
وكانت الشركة تخطّط لتطوير 50 غيغاواط من القدرة على توليد الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي (2030).
اعتراف بالخطأ
أقر الرئيس التنفيذي لشركة "بي بي"، موراي أوشينكلوس، أن شركته "ذهبت بعيدًا جدًا وبوتيرة سريعة جدًا" في تحولها نحو الحياد الكربوني، مضيفًا أن قرارها بخفض الإنفاق على النفط والغاز لم "يكن مناسبًا".
وقال أوشينكلوس، في تحديث إلى المستثمرين، إن إستراتيجية الحياد الكربوني التي تتبنّاها "بي بي" قد باغتتها أحداث مثل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والحرب الروسية الأوكرانية، والتغييرات في السياسات الحكومية.
وأضاف أوشينكلوس: "في عام 2020، أجرينا بعض التغييرات الإستراتيجية الجريئة، وسرّعنا وتيرة تحول الطاقة، مع خفض أنشطتنا الهيدروكربونية"، وفق تصريحات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتابع: "رأينا آنذاك (كوفيد-19)، والحرب الأوكرانية، وركودًا اقتصاديًا، والتحول في توجهات الأسواق، وكان للحكومات كذلك تأثير جوهري في نظام الطاقة".
وواصل: "الضغوط الواقعة على الموازنات تعني أن الطاقة منخفضة التكلفة كانت سائدة في معظم الدول، ولم تكن وتيرة تحول الطاقة وإزالة الكربون سريعة كما كان متوقعًا، ويستمر الطلب على الطاقة في الارتفاع"، مردفًا: "تفاؤلنا بتحول طاقة سريع لم يكن في محله، وقد ذهبنا بعيدًا جدًا وسريعًا جدًا".

تحول "بي بي"
جاءت إستراتيجية تحوّل الطاقة في "بي بي" قبل أن تدفع الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت في فبراير/شباط (2022) أسعار النفط والغاز إلى الصعود، وتترك البلدان الأوروبية في معاناة لإيجاد إمدادات طاقة بديلة.
وقال نقاد إن شركة "بي بي" لم تكن في وضع، مثل منافساتها، يؤهلها إلى استغلال الصعود المفاجئ للطلب.
ومؤخرًا أسهم تعهّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بدعم قطاع الوقود الأحفوري، بتعزيز شركات النفط عبر توفير كل المقومات اللازمة لتنفيذ مزيد من أنشطة الاستكشاف.
وجاءت تصريحات الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي، موراي أوشينكلوس، في الوقت الذي صرّحت فيه شركته بأنها ستُزيد استثماراتها في قطاع النفط والغاز إلى 10 مليارات دولار سنويًا، في إطار تعديل إستراتيجية الحياد الكربوني في بريطانيا.
وقالت الشركة إنها خفّضت استثمارات الطاقة المتجددة بواقع يتراوح بين 1.5 مليار دولار و2 مليار دولار؛ ما يقلّ عن مبلغ الـ5 مليارات دولار الذي خصّصته سابقًا.

خفض إنتاج النفط والغاز
عدّلت الشركة عن التزاماتها بخفض إنتاج النفط والغاز، متعهدةً بزيادة الاستثمارات في مصادر الوقود الأحفوري إلى 10 مليارات دولار سنويًا، ارتفاعًا بنسبة 20%.
وقالت "بي بي"، إنه من المقرر أن يبدأ تشغيل 10 مشروعات على الأقل، و10 مشروعات كبرى بحلول العام الجاري، بالإضافة إلى 8 مشروعات أخرى بحلول عام 2030.
وأُعلِنت الإستراتيجية بعد ضغوط من المستثمر الناشط إليوت مانجمنت لبيع أصول الطاقة الخضراء والتركيز على الوقود الأحفوري الأكثر ربحية.
وسبق أن تعهّدت "بي بي" بخفض إنتاجها إلى مليوني برميل نفط يوميًا؛ غير أنها صرّحت في 26 فبراير/شباط الجاري بأنها تستهدف إنتاج ما يصل إلى 2.5 مليون برميل يوميًا خلال العقد الحالي، مع وجود خيار لرفع هذا المستهدف بحلول عام .2035
كما تخطط الشركة كذلك لبيع أصول بقيمة 20 مليار دولار بحلول عام 2027.
وقال موراي أوشينكلوس: "على مدى الشهور الـ12 الماضية، رأينا تغييرات كبيرة في أسواق الطاقة، وهدفنا توفير طاقة إلى العالم الآن وغدًا".
وأوضح: "يضع الاتجاه الجديد نمو التدفق النقدي الحر والعائدات والقيمة في قلب أولوياته".
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
1."بي بي" تعترف بخطأ سياساتها بشأن الحياد الكربوني من تيليغراف.
0 تعليق