ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الخميس 6 مارس/آذار (2025) في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها في الجلسات الـ4 السابقة، بعد أن دفعت عمليات بيع مكثفة السوق إلى أدنى مستوى في عدة سنوات.
وحدت حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأميركية والمخاوف من حرب تجارية تهدد الطلب وتوقعات زيادة الإمدادات من قبل دول أوبك+ من مكاسب أسعار الخام.
وتخطط دول أوبك+، للتراجع عن تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا، بدءًا من أبريل/نيسان المقبل، كما تتزايد المخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية الأميركية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وتضرّر الطلب على الوقود.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الأربعاء 4 مارس/آذار، على انخفاض بنسبة 3%، لتواصل نزيف الخسائر للجلسة الرابعة على التوالي، وسط مؤشرات على تراجع الطلب عالميًا وزيادة المعروض.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 07:11 صباحًا بتوقيت غريتنش (10:11 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم مايو/أيار 2025، بنسبة 0.69%، لتصل إلى 69.78 دولارًا للبرميل.
في الوقت نفسه، زادت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم أبريل/نيسان 2025، بنسبة 0.68%، لتصل إلى 66.76 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
انخفض سعر خام برنت 6.5% في الجلسات الـ4 السابقة، ليهبط إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر/كانون الأول 2021 أمس الأربعاء، بينما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط 5.8% خلال المدة نفسها إلى أدنى مستوى منذ مايو/أيار 2023.

تحليل أسعار النفط
قال المحلل الإستراتيجي للسوق لدى منصة التداول آي جي، يب جون رونغ حول تحليل أسعار النفط: "الانخفاض الحاد في الأسعار إلى ما دون مستوى 70 دولارًا للبرميل قد يدفع إلى استراحة طفيفة في جلسة اليوم، إذ تحاول الظروف الفنية الاستقرار من منطقة ذروة البيع".
وأضاف: "ومع ذلك، لا يزال زخم التعافي هشًا، إذ تشكل ديناميكيات العرض والطلب غير المواتية عبئًا رئيسًا على المعنويات الصعودية".
وانخفضت أسعار النفط بعد أن فرضت الولايات المتحدة تعرفات جمركية على السلع الكندية والمكسيكية، بما في ذلك واردات الطاقة، في نفس الوقت الذي قررت فيه دول أوبك+ رفع حصص الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022.
وتراجع انخفاض أسعار النفط الخام بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستعفي شركات صناعة السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25%، مما أثار التفاؤل بإمكانية تخفيف تأثير النزاع التجاري.
بالإضافة إلى ذلك، يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلغاء الرسوم الجمركية البالغة 10% على واردات الطاقة الكندية، مثل النفط الخام والبنزين، التي تتوافق مع اتفاقيات التجارة القائمة.
وقال كبير إستراتيجي السلع الأساسية في إيه إن زد (ANZ)، دانييل هاينز: "إن تدابير ترمب التجارية تهدد بخفض الطلب العالمي على الطاقة وتعطيل تدفقات التجارة في سوق النفط العالمية، وقد تفاقم هذا بسبب ارتفاع المخزون الأميركي".
وتظل اتجاهات السوق متشائمة بسبب التأثير المزدوج للرسوم الجمركية وقرار دول أوبك+ بزيادة الإنتاج، إذ قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الأربعاء إن مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، ارتفعت أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي وسط صيانة موسمية للمصافي، في حين انخفضت مخزونات البنزين والمقطرات بسبب زيادة الصادرات.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن مخزونات الخام ارتفعت 3.6 مليون برميل إلى 433.8 مليون برميل في الأسبوع، متجاوزة بكثير توقعات المحللين في استطلاع أجرته رويترز لزيادة قدرها 341 ألف برميل.
وما يشير إلى المزيد من علامات الضعف في الطلب الأميركي على النفط، انخفضت واردات النفط الخام المحمولة بحرا في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها في 4 سنوات في فبراير/شباط، مدفوعة بانخفاض في البراميل الكندية التي يتم شحنها إلى الساحل الشرقي، وفقًا لبيانات تتبع السفن.
وتظل الرسوم الجمركية سارية المفعول أيضًا على واردات الولايات المتحدة من الخام المكسيكي، وهو تيار إمداد أصغر من الخام الكندي ولكنه مهم لمصافي التكرير الأميركية على ساحل الخليج.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
0 تعليق