سحر سالم: الحضارة الأندلسية "إسلامية" .. وللأمازيغ فضلُ الفتح والحماية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

قالت سحر عبد العزيز سالم، أستاذة التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية، إن الأندلس كانت أندلس “المسلمين لا العرب، بمؤثرات محلية مشرقية ومغربية وأوروبية”؛ فـ”الحضارة إسلامية في المشرق والمغرب والأندلس، والإمام البخاري من بخارى، وقراءة ورش قراءة بدأها مصري، والأمازيغ فتحوا الأندلس وأصلحوا المناطق الوعرة وعبّدوها، والتأثيرات المشرقية الأولى في الإسلام حجازية وبغدادية شامية فيها العربي وغير العربي، وللدقة هي حضارة إسلامية (…) وقول هذا في صالح العرب، أي أن الفتح ليس غزوا ثقافيا وانغلاقا واستعمارا مثل ما حدث في العصر الحديث؛ بل انفتاح حضارة إسلامية وأجناس متعددة باللغة العربية”.

جاء هذا في لقاء مع الإعلامي ياسين عدنان ببرنامج “في الاستشراق” الذي تعرضه منصة “مجتمع”، وذكرت فيه الأكاديمية أن “في تعاليم الإسلام ليس هناك تعصب للعنصر العربي على حساب الأجناس. وللأسف، مع بداية الأمويين في المشرق تم هذا الخطأ، ونقل هذا الخطأ إلى الأندلس، ورغم أن أسر المولدين كانت أمهاتهم إسبانيات (…) فإن تعصبهم للأنساب والأعراق (…) كان من أسباب ضياع الأندلس”.

وذكرت المتحدثة أن حماية الأندلس من السقوط في عصر ملوك الطوائف “وسام على صدر المغرب الإسلامي الذي أجّل سقوط الأندلس، وتوجد أياد بيضاء للمغاربة والأمازيغ على الحضارة الأندلسية (…) وفي تشكيل الهوية الأندلسية الأثر الأقوى أمازيغي. والوجود المرابطي والإسهام الموحدي أنقذا الإسلام وإسهام بني مرين حتى اللحظات الأخيرة.. طبعا، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم؛ لكن التعصب الإسباني مفهوم ضدهم، لأنهم يرون هذا احتلالا لبلادهم”.

وتابعت ضيفة عدنان في برنامج “في الاستشراق”: “المستشرقون الإسبان الأُوَل يتجنون على الحضارة الأندلسية باعتبارها إسبانية، قبل الانتقال إلى إنصاف أكبر بعد ذلك (…) ويوجد مستشرق متعصب، ومستشرق موضوعي، ومستشرق منصف، ونوع آخر يكتب بشكل عادي لا كمستشرق ويغوص في التاريخ ويقول ما يريد قوله دون انتباه القراء (…) والفرنسيون كانت كتاباتهم مدرسة استشراقية من الأكثر إنصافا للموريسكيين (…) في مقابل تعصب إسباني استشراقي قومي وديني، وتمجيد كل ثورة ضد الحكم الإسلامي، ووسم المسلمين بالجهل، ولو أن إسبانيا كانت أقل من المستوى الحضاري للمسلمين عند بدء الأندلس”.

ثم استدركت قائلة: “لو كان كل التاريخ جميلا لما ضاعت الأندلس، ونحتاج معرفة الأخطاء والسلبيات أيضا، لا التصفيق دائما، ونريد منهم الإنصاف والحقيقة”، علما أن “الحروب الصليبية بدأت في الأندلس، وأن هناك صراعا دائما وأبديا بين الشرق والغرب، والأديان أتمّته فقط، وسيظل الشرق شرقا والغرب غربا (…) ولا توجد حقيقة تاريخية، واكتشافات أركيولوجية تغيّر تاريخا بأكمله، ولا يعلم الحقيقة كاملة إلا الله”.

وفسّرت الباحثة سبق المستشرقين في تاريخ الأندلس، لأن “كتابة تاريخ سليم تقتضي عدم الاكتفاء بالمصادر الإسلامية؛ بل هناك حاجة إلى المدونات الأوروبية، للمقارنة والتبيّن، وحاجز اللغة والتعمق فيها كان عاملا”.

كما تحدثت أستاذة التاريخ الإسلامي بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية عن أولوية التحقيق، السابقة على الكتابة. “وقد اكتشفت ذلك عندما أردت الكتابة عند رباط الفتح المغربية”؛ لأن هناك “نصوصا تغير الآراء الشائعة”.

وفي مقابل التحامل السابق، سجلت الأكاديمية أن بإسبانيا حاليا يعد “التاريخ الأندلسي جزءا من تاريخ إسبانيا، نظرا لأثر المسلمين الكبير والسياحة أيضا (…) وقبل ذلك لا، مثل تاريخِ ما يعتبر احتلالا عبر العالم، في روسيا، وتاريخ مقاومة الهكسوس، والصين”…

وحول الفتح والغزو، ذكرت المتخصصة أن “حروب الإسكندر والرومان والبيزنطيين، لم يكن وراءها دافع عقائدي؛ بل حروب لاستغلال الشعوب وتحصيل مزيد من الثروات.. وبعيدا عن التصعب، فالحرب حرب؛ لكن حروب المسلمين فيها قدر من التميز عن الحروب اليونانية والرومانية، ومنطق اليوم مختلف، وبدأت الفتوحات سلمية، وأبو بكر الصديق شخصية عظيمة وجاءت الفتوحات بعد حروب الردة لتثبيت الدين، وقد حافظ على الإسلام (…) لكن الدراسة التاريخية الانتقائية ليست علمية؛ فالأمازيغ يسمون بربرا بسبب الرومان، وإذا تحدثنا عن المسلمين علينا الحديث عن الإسكندر الأكبر والرومان أيضا”.

وختمت فكرتها بقول: “منطق كل عصر أن من ليست له قوة وهيبة تدوسه الأقدام، وما الذي نعيشه في عصرنا اليوم، أليس أسوأ من عصور اليونان والرومان!؟”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق