"الهوس الجزائري" يدفع النظام العسكري إلى حبس مغاربة بتهمة التجسس

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

تتوالى الاتهامات الجزائرية المجانية للمغرب بمحاولة ضرب الأمن القومي للجزائر؛ تارة باتهامه بافتعال حرائق الغابات وإغراق البلاد بالمخدرات، وتارة أخرى باستقدام لإسرائيل إلى المنطقة ودعم الحركات المطالبة بالاستقلال عن الجزائر، قبل أن تصل هذه الاتهامات في الآونة الأخيرة حد اتهام مواطني المملكة بالتخابر والتجسس للمس بأمن الدولة.

في هذا الإطار، أعلنت النيابة العامة الجزائرية في تلمسان عن تفكيك شبكة تجسس تضم مواطنين مغاربة وجزائريين، مشيرة إلى أن الإطاحة بهذه الشبكة المزعومة جاء بعد توقيف مواطن مغربي دخل التراب الجزائري بطريقة غير قانونية، مدعية أن المعني بالأمر ينشط في شبكة للتجسس لصالح جهات خارجية تتلقى التعليمات من المواطن المغربي الموقوف.

من جهتهم، أكد متابعون للشأن الجزائري أن الترويج لهذا الخبر، الذي يعكس ما وصفوه بـ”الهوس المرضي” بالمغرب الذي أصاب العقل السياسي للنظام قبيل الانتخابات بالضبط، إنما يروم من خلاله هذا الأخير التغطية على الأزمات التي تعيشها البلاد والمرتبطة بالمشهدين السياسي والاقتصادي ورهانه على مثل هذه المواضيع من أجل التأثير في بعض الفئات التي ما زالت تقدس خطاباته وتصدق مزاعمه.

تعليقا على ذلك، أورد شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، أن “الترويج لمثل هذه المسرحيات بات أمرا مألوفا في بروباغندا النظام الحاكم في الجزائر من أجل التأثير على الجماهير وتحوير مسار النقاش العمومي”.

وأضاف بن زهرة أن “إطلاق اتهامات بالتجسس في هذه الفترة بالضبط قبيل الانتخابات الرئاسية إنما يروم من خلالها النظام التغطية على الغياب الكلي للاهتمام الشعبي لهذا الحدث وسط توقعات ببلوغ نسب العزوف الانتخابي إلى مستويات قياسية في تاريخ الجزائر”.

وأوضح الناشط السياسي الجزائري المعارض، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “النظام كلما واجه أزمة داخلية، على غرار الأزمات الحالية المرتبطة بعزوف المواطنين عن متابعة الشأن السياسي والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الكارثية التي يعيشونها إثر ارتفاع أسعار المواد الأساسية في الأيام القليلة الماضية، كلما علق شماعة فشله وتدبيره على المغرب في استمرار لنظرية المؤامرة والعدو الخارجي التي يصر العسكر على توظيفها في كل مرة رغم انكشاف أهدافها وغاياتها”.

وسجل المتحدث أن “الحديث عن دخول جواسيس مغاربة بطريقة غير شرعية أمر مثير للسخرية، ويعكس محدودية تفكير هذا النظام”، متسائلا في هذا الإطار: “هل هناك اليوم وفي ظل تطور التقنيات الاستخباراتية وأساليب التجسس من يتجسس على دولة ما بهذا الطريقة؟، ثم أية منشآت حيوية في تلمسان حتى يتم التجسس عليها؟”.

وأشار بن زهرة إلى أن “ما تم الترويج له في هذا الشأن لا يخرج عن حالة الهوس المرضي بالمغرب التي أصيب بها النظام الجزائري ورموزه؛ وهو ما يظهر جليا في خطابات العديد من مسؤوليه التي لا تكاد تخلو من اسم المغرب، على رأسهم الرئيس المعين تبون ثم وزراؤه كوزير الري الذي اتهم المملكة بالتسبب في الجفاف الذي تعيشه البلاد، إضافة إلى خطاب الأحزاب السياسية الموالية التي تعيد اجترار نفس خطاب النظام؛ وهو ما يدل على أنه مجرد أدوات لتأثيث المشهد السياسي لا أقل ولا أكثر”.

وخلص الناشط السياسي إلى أن “النظام العسكري، الذي يحكم الجزائر اليوم بقبضة من حديد ونار، بات يعتبر فزاعة المغرب موضوعا ناجحا داخليا يمكن أن يقنع من خلاله بعض الفئات من الشعب الجزائري التي ما زالت تتأثر للأسف الشديد بهذا النوع من الخطابات”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق