شهدت مناطق متفرقة من لبنان، بما فيها الجنوب، البقاع، والضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الثلاثاء، سلسلة من التفجيرات التي أصابت أجهزة اتصال محمولة يحملها عناصر من “حزب الله”، ما أدى إلى وقوع مئات الإصابات، وسط تقارير تشير إلى اختراق أمني كبير.
أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان أن “أعدادًا كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية، وأنه يتبين بصورة أولية أن هذه الإصابات ناجمة عن تفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين”. وأضاف البيان أن الوزارة طلبت من المستشفيات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الاحتياجات العاجلة.
وفي هذا السياق، أفاد الصليب الأحمر اللبناني بأنه يشارك بأكثر من 30 سيارة إسعاف في عمليات إجلاء المصابين من المناطق المتضررة، بينما وُضعت 50 سيارة إسعاف إضافية في حالة تأهب قصوى في جبل لبنان وبيروت. المستشفيات في النبطية امتلأت بالجرحى، وأفادت تقارير بفرض طوق أمني حول المستشفيات ومنع التصوير، في حين تدافع الأهالي للتبرع بالدم.
اختراق إسرائيلي واستهداف لعناصر “حزب الله”
تقارير أولية تشير إلى أن إسرائيل تمكنت من اختراق أجهزة اتصالات يستخدمها عناصر من “حزب الله” وفجرتها في أكثر من منطقة. ووفق ما أفادت به مصادر طبية وأمنية، فقد أسفرت التفجيرات عن إصابة أكثر من 1000 شخص، من بينهم عناصر من الحزب ومواطنين عاديين.
وسائل إعلام عبريّة تحدثت عن أن الانفجارات استمرت لنحو نصف ساعة، فيما أوضح خبراء في تكنولوجيا المعلومات أن أجهزة الاتصال المحمولة التي انفجرت هي من طراز “بايجر”، وهي أجهزة قديمة تستخدم لنقل رسائل مشفرة. وأوضح الخبير التقني عامر طبش أن هذه الأجهزة قد تنفجر بسبب تحميلها أكثر من طاقتها، مشيرًا إلى أن بطاريات الليثيوم التي قد يستخدمها الحزب في هذه الأجهزة قد تكون السبب في الانفجارات.
إصابة السفير الإيراني وتفاقم الأزمة
في تطور آخر، أفادت وكالة مهر الإيرانية للأنباء بأن مجتبى أماني، السفير الإيراني لدى لبنان، أصيب أيضًا في أحد الانفجارات. وأكدت المصادر أن الانفجارات شملت أجهزة اتصالات حديثة جلبها “حزب الله” في الأشهر القليلة الماضية، مما يثير تساؤلات حول قدرات الخصوم على اختراق هذه الشبكات.
تحذيرات أمنية ومناشدات للمواطنين
دعت قوى الأمن الداخلي المواطنين إلى الابتعاد عن أجهزة الاتصال اللاسلكية بعد تفجير عدد منها، وحثت المواطنين على إخلاء الطرقات لتسهيل عمليات الإجلاء. كما نصحت وزارة الصحة المواطنين الذين يمتلكون أجهزة “بايجر” بالتخلص منها فورًا لتفادي المزيد من الإصابات.
المسؤولون في “حزب الله” اعتبروا أن تفجير هذه الأجهزة يشكل “أكبر اختراق أمني” للحزب حتى الآن، مما يشير إلى توترات متزايدة في الساحة اللبنانية قد تحمل تداعيات خطيرة في الأيام المقبلة.
0 تعليق