للمتابعة اضغط هنا

رسوم صخرية لحيوانات رسمها الفنان المصري القديم في روض العير بأبوزنيمة تؤكد أنها كانت غطاء نباتيا

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

رضا الحصري
نشر في: الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 11:15 ص | آخر تحديث: الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 11:15 ص

تُعتبر منطقة "روض العير" إحدى المناطق الموجودة بجبل سرابيط الخادم في مدينة أبوزنيمة بمحافظة جنوب سيناء، وهي المحطة الأولى التي كان يستريح فيها المصريون القدماء خلال رحلة صعود الجبل للتنقيب عن الفيروز، والوصول إلى معبد "حتحور" ربة الجمال والجاذبية. وقد عُثر في هذه المنطقة على العديد من النقوش التي تدل على أن منطقة سرابيط الخادم كانت تنمو فيها النباتات العشبية، وليست صحراء جرداء كما تبدو الآن.

قال الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير باحثين بجنوب سيناء، إن "روض العير" هو أحد الطرق الجبلية المؤدية إلى معبد الإلهة "حتحور" الذي أقامه المصريون القدماء على قمة جبل سرابيط الخادم وسط مغارات استخراج الفيروز ليعبدوا الإلهة، راجين أن تمنحهم كميات من الفيروز الجيد، وتحميهم وتعيدهم إلى بيوتهم سالمين.

وأوضح كبير الباحثين في تصريح اليوم أن مئات السائحين يقومون سنويًا بمغامرة صعود الجبل على مدار أكثر من ساعتين للوصول إلى معبد "حتحور"، ويمرون عبر منطقة "روض العير" خلال هذه الرحلة الشاقة، حيث يستمتعون بمشاهدة النقوش الفرعونية الموجودة ويلتقطون الصور التذكارية، ويستفيدون من جمال الطبيعة الجبلية الخلابة. وقد عُثر فيها على نقوش صخرية لحيوانات مثل الوعل والنعامة والزرافة، وهذه الرسومات تُعد دليلًا على أن المناخ في منطقة سرابيط الخادم كان أكثر رطوبة وأمطارًا، وأن هناك غطاء نباتيًا يتيح لتلك الحيوانات العشبية العيش فيها، وليس كما هو الآن من جفاف وصحراء.

وأكد أن منطقة "روض العير" تعد من أهم مناطق الرسوم الصخرية بجنوب سيناء، وليست في أبوزنيمة فقط، حيث تضم نحو 101 نقش ما بين هيروغليفي ورسم صخري، إضافة إلى نقوش على واجهات صخرية كبيرة وكتل حجرية وسط الروض. كما تظهر من خلال دراستها اختلاف في أسلوب الكتابة، فبعض النقوش كانت مكتوبة بأيدي أعضاء بعثات التعدين، منها ما هو متقن ومنها ما هو ركيك وغير متقن.

وتابع: وقد عُثر بها على بقايا مجروشة من الحجر الرملي وبقايا حوض حجري، ولوحتين عليهما نقوش فرعونية، إحداهما تعود إلى عهد الملك سنوسرت الثالث، والنقش الثاني من الدولة الحديثة.

وتابع: كما تتميز المنطقة بمناظر لمراكب متنوعة الطراز والأحجام، ومنها نقش لتصوير "عنخو" كبير المساعدين وقائد المركب، وبجواره أبناؤه الأربعة الذين كانوا من كبار مسئولي البعثات التعدينية في حكم أمنمحات الثالث. وأشار إلى أنه يوجد أيضًا نقش صخري للبلطة، وهي من أدوات التنقيب عن الفيروز، إضافة إلى علامات لمجموعات العمال، حيث كان لكل مجموعة رمز معين رسمته على الحجر. وقد وُجد بين هذه الرموز رمز مطابق للهاشتاج في لوحة مفاتيح الحاسب الآلي، مما يشير إلى أن القدماء المصريين هم أول من أطلقوا هاشتاج في العالم.

وأشار إلى أن معنى "روض" لدى القدماء المصريين هو الوادي الصغير الأخضر، ومعنى "العير" هو كل ما يحمل على ظهره من الدواب. وكانت هذه المنطقة محطة يتوقف فيها العير بعد رحلتها لجلب الماء من وادي النصب، حيث كان القدماء يتركون العير ويستكملون رحلة الوصول للمعبد ومغارات الفيروز سيرًا على الأقدام.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق