كيكو تسائل أوراش التنمية في بولمان

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب إقليم بولمان، حيث تتداخل الجبال والسهول، يقبع مركز كيكو، لؤلؤة مغلفة بطبقات من التهميش والإهمال، لكون المنطقة، التي كانت في يوم من الأيام تشع بالحيوية والأمل، تعاني اليوم من تحديات تنموية تكاد تكون مستعصية، حسب تصريحات عدد من شبابها.

وسط هذا الواقع المرير ترتفع أصوات الساكنة المحلية، ليس فقط للمطالبة بالتنمية، بل أيضا لطلب إغلاق أوكار الدعارة التي تشوه صورة كيكو وتهدد أمنها وأخلاقها، خاصة أن المنطقة، التي بدأت تعرف بالرياضات الجوية، تنتظر اليوم بفارغ الصبر أن تلتفت إليها الجهات المعنية لتنتشل من دوامة التهميش.

حسن سرغيني، من ساكنة المنطقة، أكد في تصريح لهسبريس أن “مركز كيكو رغم موقعه الإستراتيجي وإمكانياته الطبيعية الهائلة يعاني من نقص حاد في البنية التحتية الأساسية، ومن الطرق المتهالكة، ونقص الماء الصالح للشرب، مع غياب الخدمات الصحية والتعليمية”، مضيفا أن “كل هذه عوامل تساهم في تعميق حالة التهميش التي يعيشها السكان”.

وزاد سرغيني أن “هذا الواقع لم يعد يطاق، ولذلك بدأت الساكنة رفع صوتها عاليا، مطالبة بتدخل عاجل لتحسين ظروفها المعيشية”، وتابع: “لكن المشكلة لا تقتصر على التنمية البنيوية فقط، بل إن مركز كيكو يواجه أيضا تحديا أخلاقيا وأمنيا مع انتشار أوكار الدعارة”.

من جانبها ترى السعدية، من سكان المنطقة، وهي متزوجة وأم لاطفال، أن “هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة اجتماعية، بل كارثة تهدد النسيج الاجتماعي للمنطقة”، مضيفة: “هذه الأوكار تشوه صورة مركز كيكو، وتجعل منه مكانا غير آمن للعائلات والأطفال. ومع بداية اشتهار المنطقة بالرياضات الجوية أصبح من الضروري أكثر من أي وقت مضى التعامل مع هذه الظاهرة بحزم”.

وأردفت المتحدثة ذاتها، في تصريح لهسبريس، وبلهجة حادة وغاضبة، بأن “الساكنة المحلية لم تعد تنتظر الوعود الكاذبة، بل تطالب بمشاريع تنموية حقيقية، وبسياسات فعالة لمكافحة الدعارة”، مؤكدة أن “هناك حاجة ماسة إلى تعزيز الأمن، وتوفير فرص العمل للشباب، وتحسين البنية التحتية لتصبح المنطقة جذابة للسياحة الرياضية الجوية، التي يمكن أن تكون محركا اقتصاديا رئيسيا”.

وفي تصريحات متطابقة لهسبريس أكد عدد من الشباب أن مركز كيكو يقف اليوم على مفترق طرق، إما أن يستمر في دوامة التهميش والإهمال أو أن ينتشل بفضل تدخلات جادة ومستدامة، موضحين أن الساكنة المحلية لم تعد تطالب بالكثير، بل بحقوقها الأساسية في العيش الكريم والأمان، وفق تعبيرهم.

ولم يخف عدد من الفاعلين الجمعويين ما تعانيه منطقة كيكو التابعة لإقليم بولمان من تهميش تنموي واجتماعي، موضحين أن الوقت حان لتلتفت الجهات المعنية إلى هذا المركز النابض بالحياة، ولتبدأ في بناء مستقبل أفضل لأهله، ومشيرين إلى أن كيكو ليس مجرد نقطة على الخريطة، بل هو قلب ينبض بالأمل والطموح، ينتظر فقط من يسمع نبضه.

في هذا السياق تتوجه الساكنة برسالة إلى عامل إقليم بولمان الجديد، الذي عينه الملك محمد السادس على رأس الإدارة الترابية بالإقليم، والقادم من مجال الاستثمار (مدير المركز الجهوي للاستثمار بدرعة تافيلالت)، مطالبة إياه بتوجيه جهوده نحو حل المشاكل المتعددة التي تعاني منها كيكو والإقليم بشكل عام، والعمل على تحسين البنية التحتية، وتوفير الخدمات الأساسية، ومكافحة الجريمة بكل أشكالها، وخاصة إغلاق أوكار الدعارة.

كما يرجى من المسؤول الإقليمي الجديد، وفق الساكنة، عقد لقاءات بشكل دوري لفهم همومها ومشاكلها الحقيقية، بما يمكن من تصميم سياسات تنموية تلبي احتياجاتها الفعلية، وإيجاد الحلول لمشاكل الاستثمار والبرامج التنموية والاقتصادية والاجتماعية والسياحية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق