هشاشة الحاضر تقضي على جمال الماضي في منطقة "لافاليز" بالمحمدية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كان سكان مدينة المحمدية وزوارها كلما رغبوا في الترويح عن أنفسهم بقضاء وقت ممتع خارج المنازل، أو الاستمتاع بمنظر طبيعي يجمع بين الأمواج والشاطئ الصخري، قصدوا منطقة “لافاليز” (La falaise)، قبل أن يُحرموا من ولوج هذا المكان بشكل رسمي، إلا من بعض الفلتات أو التسهيلات في إطار المرونة التي يعتمدها حرّاس الأمن الخاص.

ظروف الإغلاق

قبل سنة 2022، كان محبو “لافاليز” ينتظرون من الجهات المسؤولة عن تدبير الشأن المحلي تأهيل المكان أكثر مما كان عليه، وتعزيزه بمرافق وخدمات تزيد جماليته وجاذبيته، قبل أن يتفاجؤوا باندلاع نيران قرب هذا الفضاء نهاية 2022 وانتهاء عهد الاستجمام في ذلك المكان الطبيعي الذي يضمّ مصبّ واد المالح في المحيط الأطلسي.

وحُرم سكان وزوار مدينة الزهور من مناظر “لافاليز” بعدما قررت السلطات إغلاق الطرق والمنافذ المؤدية إليه، مباشرة بعد اندلاع النيران في خمس شاحنات صهريجية للغاز، ووقوع انفجارات قوية في ما بات يُعرف بـ”ليلة الجحيم” بالمحمدية، مخلفة وراءها خسائر مادية في مخزن الغاز والمنازل والممتلكات الخاصة والبنايات المجاورة.

وخلال سَنتيْ الإغلاق، انتظر سكان مدينة المحمدية من الجهات المعنية تأهيل ذلك الشريط الساحلي وفتحه في وجه العموم، والسير على نهج مدينة المنصورية التي صارت تستفيد من شريطها المماثل اقتصاديا وسياحيا، في الوقت الذي اختارت مدينة المحمدية إغلاق “لافاليز” وتوفير الظروف الملائمة لتدهور بنيته التحتية وتراجع جماليته.

“لافاليز” المتنفس المفقود

يوسف العسولي، أحد أبناء مدينة المحمدية، قال إن “منطقة لافاليز تتميز بإطلالاتها الرائعة على المحيط الأطلسي، مما جعلها مكانًا مثاليًا للاستمتاع بجمال الطبيعة والهواء النقي، كما أن هدوء المكان جعله منذ سنوات وجهة مناسبة للنزهات العائلية، حيث كانت للزوار فرصة قضاء أوقات ممتعة وسط أجواء طبيعية ساحرة”.

وأضاف العسولي أن “المنطقة كانت تجذب محبي الاستكشاف ومحبّي الصيد بالقصبة، مما جعلها نقطة جذب سياحي مهمة لمن يبحثون عن تجربة مميزة تجمع بين الاسترخاء والترفيه، رغم التحديات التي كانت ولا تزال تؤثر على راحة الزوار، كالحاجة إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز خدمات النظافة، غير أن قرار إغلاق الطرق المؤدية إلى المكان خيّب آمال محبيه”.

وأشار المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنه “في شهر رمضان على سبيل المثال، كان هذا المتنفس يوفر مكانًا مناسبًا للنزهات العائلية قبل الإفطار، حيث يمكن للعائلات الاستمتاع بالهواء الطلق وقضاء وقت ممتع بعيدًا عن ضجيج المدينة، خاصة في ظل الأجواء الهادئة والمريحة التي تميزت بها المنطقة، وهو ما حُرم منه السكان والزوار منذ إغلاق المكان”.

أضرار الإغلاق ومطلب الفتح

وقال المتحدث ذاته إن “إغلاق هذا المتنفس الطبيعي ساهم بشكل أو بآخر في زيادة الازدحام في أماكن أخرى كالحدائق والمنتزهات والمساحات الخضراء على قلّتها في المدينة، إضافة إلى تراجع النشاط السياحي باعتبار إغلاق الفضاءات الطبيعية يؤدي إلى انخفاض أعداد الزوار سواء المغاربة أو الأجانب، وهو ما يؤثر سلبيا على السياحة المحلية”.

وأكد ابن مدينة الزهور أنه “في ظل الازدحام الحضري وقلة المساحات الخضراء بمدينة الزهور، كانت منطقة لافاليز ملاذًا حيويًا للراحة والترفيه طوال السنة، مع ارتفاع الإقبال عليها في الفترة الصيفية”، منبّها إلى أن “إعادة فتح هذا الفضاء سيساهم بالتأكيد في توفير مساحة للتنفس والأنشطة العائلية، مما يعزز الصحة البدنية والنفسية للسكان”.

وطالب العسولي بـ”إعادة فتح هذا المتنفس في وجه محبيه، خاصة في ظل قلة المتنفسات بمدينة المحمدية، حيث يعاني السكان من نقص في الأماكن العامة التي توفر لهم فرصة للاستجمام والأنشطة الخارجية، كما أن ذلك سيخفف الضغط على باقي المناطق العامة ويشكل إضافة مهمة للسياحة المحلية، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المحلي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق