تساقطات غزيرة تنعش آمال جهة درعة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

شهدت جهة درعة تافيلالت، خلال الأيام الماضية، تساقطات مطرية غزيرة وغير مسبوقة؛ وهو ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في منسوب المياه بالأودية والسدود في المنطقة. وتشير هذه التطورات الإيجابية إلى تحسن ملموس في وضعية الموارد المائية بالمنطقة، والتي عانت من شح في المياه الصالحة للشرب ومياه الري لسنوات.

وفي تصريح خاص لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال مولاي امحمد سليماني، مدير وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس: “نحن أمام وضع استثنائي ومبشر، حيث إن هذه التساقطات ستساهم بشكل كبير في تحسين الوضع المائي بالمنطقة وضمان توفير المياه الصالحة للشرب والري لسنوات مقبلة عديدة”.

وأضاف سليماني: “هذه التساقطات ساهمت في انتعاش الفرشة المائية، خاصة السطحية منها التي تتغذى بشكل مباشر من خلال حمولة الأودية والشعاب والتساقطات المطرية”، مشددا على أهمية هذه التساقطات للفلاحين في المنطقة، خاصة بعد حمولة غير مسبوقة للأودية والشعاب.

وأوضح المتحدث ذاته أن “الفلاحين بالواحات، خاصة الصغار منهم، سيتغلون هذه الفرشة المائية لسقي الأراضي الفلاحية. كما أن التساقطات تساهم في انتعاش الخطارات التي تتغذى من الفرشات المائية السطحية؛ وهو ما يؤدي إلى انتعاش الفرشة التي تستعمل في توفير الماء الصالح للشرب”.

ونبه مدير وكالة الحوض المائي لكير زيز غريس إلى ضرورة ترشيد استخدام الموارد المائية، قائلا: “رغم هذه التساقطات المطرية، فإنه من الضروري الاستمرار في ترشيد وعقلنة استعمال المياه”، مؤكدا على أهمية الحصول على التراخيص الضرورية لحفر الآبار والأثقاب المائية من أجل الحفاظ على الموارد المائية وتفادي الجفاف في المستقبل.

وفي هذا السياق، قال محمد العلوي، أحد الفلاحين في منطقة تنغير، إن هذه التساقطات المطرية المهمة التي بدأت في أواخر شهر غشت تمثل تحسنا ملحوظا في وضعية الموارد المائية.

وأضاف العلوي: “لقد عانينا لسنوات من شح المياه، وهذه الأمطار الغزيرة تمثل بارقة أمل حقيقية لنا، نأمل أن يستمر هذا التحسن في وفرة المياه لتمكننا من زراعة أراضينا بشكل أفضل وتحسين إنتاجنا الزراعي”.

وأبرز المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن هذه التساقطات المطرية الغزيرة تكتسي أهمية قصوى؛ بالنظر إلى أنها “تساهم بشكل كبير في تغذية المياه الجوفية وتحسين مستويات المياه في السدود”، مشددا على ضرورة الاستمرار في ترشيد استهلاك المياه وتبني ممارسات إيجابية لضمان استدامة هذه الموارد المائية واستحضار ما عانته هذه المناطق من جفاف غير مسبوق لسنوات طويلة.

من جانبه، أكد لحسن رابح، خبير في الموارد المائية، أن “هذه التساقطات الاستثنائية ستساهم في تغذية الفرشة المائية الباطنية، مما سيضمن استدامة الموارد المائية على المدى الطويل؛ لكن يجب علينا الاستمرار في ترشيد استهلاك المياه وتطوير تقنيات الري الحديثة”.

من جهته، قال الحسين أو حساين، باحث في مجال التغيرات المناخية بدرعة تافيلالت: “رغم هذه البشائر الإيجابية، علينا أن نتذكر أن التغير المناخي لا يزال يشكل تحديا كبيرا، قد تكون هذه التساقطات الغزيرة جزءا من تقلبات مناخية غير مستقرة. لذا، يجب علينا الاستمرار في تبني استراتيجيات مستدامة لإدارة الموارد المائية”.

ويبدو أن جهة درعة تافيلالت بأقاليمها الخمسة، زاكورة وورزازات وتنغير والرشيدية وميدلت، تشهد تحسنا ملموسا في وضعية مواردها المائية؛ غير أن فعاليات بيئية ومهتمة تؤكد على ضرورة الاستمرار في جهود الترشيد والإدارة المستدامة للموارد المائية لضمان استدامة هذه النتائج الإيجابية على المدى الطويل، مؤكدة أن التحدي الحقيقي يتمثل في تحويل هذا التحسن إلى نموذج مستدام لإدارة الموارد المائية يمكن أن يحتذى به في مناطق أخرى تواجه تحديات مماثلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق