للمتابعة اضغط هنا

النزاع على بحر الصين الجنوبي يهدد الاتصال بالإنترنت في آسيا

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام
1

تمتد شبكة الكابلات البحرية تحت بحر الصين الجنوبي منذ سنوات طويلة، لتوفير اتصال حيوي لدول جنوب شرق آسيا في ظل ارتفاع الطلب على خدمات الإنترنت.

واعتمدت شركات الكابلات على حرية الحركة في هذا الممر المائي لتطوير وصيانة هذه الشبكة، رغم النزاعات بين الصين والعديد من الدول المجاورة حول السيادة على البحر.

الصين

الكابلات البحرية تواجه تحديات سياسية

حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تزايدت المنافسة اليوم على السيطرة على بحر الصين الجنوبي، ما أدى إلى تعطيل إصلاح الكابلات البحرية وبناء كابلات جديدة، وتسبب هذا التعطيل في ارتفاع التكاليف وفرض ضغوط على قطاع الاتصالات في المنطقة.

وتأتي هذه التحديات في وقت تصر فيه الصين على المطالبة بسيادتها على معظم الممر المائي، مما يزيد من صعوبة الحصول على التصاريح اللازمة للعمل في هذه المناطق، ويشير مسؤولون في شركات الكابلات إلى أن بعض الإصلاحات تأخرت لأشهر بسبب عدم صدور الموافقات الصينية في الوقت المناسب، بينما تعطلت مشاريع كابلات جديدة لسنوات.

عقبة أمام إصلاح الكابلات

قال الرئيس التنفيذي لشركة “سوبر سيستم” الإندونيسية، كلفان فيرمان، إن إصرار الصين على تعزيز سيطرتها على البحر جعل من هذا الممر “ورقة رابحة” لشركات الكابلات، حيث باتت المخاطر المترتبة على العمل بدون إذن صيني كبيرة، مضيفًا:  “المشكلة تكمن في عدم معرفة مدى جاهزية القوات البحرية الصينية للتدخل”.

ونتيجة لهذه التحديات، بدأت شركات الاتصالات بالابتعاد عن الممر المائي الاستراتيجي لتجنب التورط في النزاع المتزايد بين الصين والغرب، خاصةً الولايات المتحدة، التي كثفت من ضغوطها على الشركات لتجنب التعامل مع الصين. ونتيجة لهذه الضغوط، تم تحويل ثلاثة مشاريع كابلات عبر المحيط الهادئ إلى طرق بديلة تجنب بحر الصين الجنوبي، لكنها أطول وأكثر تكلفة.

مخاوف منه التجسس الصيني

تزايدت المخاوف الأمنية أيضًا، حيث منعت الولايات المتحدة مشاريع كابلات تربطها بهونج كونج بسبب مخاوف من التجسس الصيني، مما أدى إلى إلغاء آلاف الأميال من الكابلات الموضوعة بالفعل، وفي أبريل الماضي، واجهت سفينة خاصة بإصلاح الكابلات البحرية حادثًا مع خفر السواحل الصيني أثناء عملها داخل المنطقة الاقتصادية الخالصة لفيتنام، مما أظهر جهود الصين المتزايدة لتأكيد هيمنتها في المنطقة.

ومع تصاعد هذه التوترات، أصبحت الصين أكثر حزماً تحت قيادة الرئيس شي جين بينج في فرض مطالبها على البحر، حيث استخدمت قواتها البحرية تكتيكات عنيفة لفرض سيطرتها. وفي ظل هذه الظروف، تدرس بعض شركات الكابلات زيادة تغطية التأمين على سفنها واتخاذ إجراءات سلامة إضافية، مثل توظيف حراس مسلحين.

تهديدات لقطاع الاتصالات العالمي

تعتبر الكابلات البحرية جزءً حيويًا من البنية التحتية العالمية للاتصالات، حيث تحمل أكثر من 99% من حركة الاتصالات بين القارات. ومع ذلك، فإن الكابلات الموجودة تحت بحر الصين الجنوبي تواجه تحديات أكبر مقارنة بالمناطق الأخرى بسبب الكثافة العالية للسفن وأنشطة الصيد، وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الإصلاحات في هذه المنطقة أكثر صعوبة وتأخذ وقتًا أطول للحصول على التصاريح اللازمة.

ورغم كل هذه التحديات، لا تزال الصين تمضي قدمًا في مشاريع كابلات بحرية جديدة دون مشاركة أميركية، مما يعكس الرغبة في تعزيز هيمنتها في المنطقة. في المقابل، تسعى الشركات الغربية إلى إيجاد مسارات بديلة، لكنها تواجه صعوبات بسبب تعقيد العمل في هذا المجال.

وتشير هذه التوترات المتزايدة إلى أن مستقبل مشاريع الكابلات البحرية في بحر الصين الجنوبي سيظل محفوفًا بالمخاطر، مما يفرض تحديات كبيرة على قطاع الاتصالات في المنطقة والعالم.

2024

اقرأ أيضًا

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق