اطمئني بدونك كل شيء ناقص

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابعنا علي تليجرام

ما بين الكلمات والجمل تتناثر الحروف المبعثرة، بمعانيها تقابلها الألوان المجنونة وهي تتدرج بين عمقها وفتوحها، فتقفز الفرشاة وترسم لحظة اللقاء المنتظر طويلا في صوره المتجددة، كلما أحرق الشوق دواخل الفؤاد، والدم يغلي في العروق بحرقة الشمس، كلما حاول رصد الجمل وقف التحدي اللغوي سدا منيعا بحروفه القمرية، قمرا مستترا مقترنا بالحروف الشمسية، ليظهر جليا بريق الألوان النارية الحاضرة والمتصدرة لذلك المشهد المتوهج من اللقاء الأول المتجدد كل مرة.

ترسم اللوحة وقبل اكتمالها يظهر يسارا صدر مفعم بالشوق واللهفة ولوعة اللقاء، يهمس متسللا ليعتذر من الظلام الدامس، عذرا أيتها الظلمة، لقد أضمرت ذلك اللهيب المتقد من المشاعر البريئة، ثم يتوارى شيئا فشيئا وجلا خلف ضوء شمعة باكية بحرقة الشوق، ما زالت اللوحة تبحث عن أنامل الرسام لتكتمل، بألوانها القرمزية تخفي ضمن أدق تفاصيلها ملامح رح رجل في بداية العقد الخامس من عمره، ليست اللوحة وحدها من يبحث عن شيء ليتمه، إنه يبحث عنها في أشيائه الخفية لأنها تعني له كل الشيء، فبدونها لا يكتمل أي شيء، ومن غيرها كل شيء ناقص، فهل تقبل صلاة دون وضوء أو تيمم، أو يجوز حج دون الوقوف بعرفة، وهل يكتمل الإيمان دون النطق بالشهادتين، اطمئني واهدئي وتيقني، بدونك كل شيء ناقص.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق